علم موقع يابلادي أن جمهورية الغابون ستفتتح نهار اليوم الجمعة قنصليتين في مدينتي العيون والداخلة، ويأتي ذلك بعد افتتاح كل من الكوت ديفوار وغامبيا وجزر القمر، قنصليات في المدن الصحراوية.
وأكد مصدر دبلوماسي رفيع المستوى أن افتتاح قنصليات في مدن الصحراء أمر طبيعي وأن "مغربية الصحراء أمر معروف تاريخيا، وهو أيضا موقف دبلوماسي ثابت وواقع قانوني ووطني وإداري، ويتضح هذا بشكل خاص في التشريعات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية".
"مغربية الصحراء حقيقة نتقاسمها مع عدد متزايد من البلدان، التي تريد التعبير عن ذلك بطرقها الخاصة، البعض يختار التعبير عن طريق المواقف الدبلوماسية، في البيانات الصحفية أو البلاغات الداعمة للمغرب، واليوم اختارت دول أخرى أن تعبر بشكل أقوى عن اعترافها بسلطة المغرب القضائية والسياسية والدبلوماسية، من خلال افتتاح هاته القنصليات".
ومن الواضح أن الدبلوماسية المغربية تريد الذهاب بعيدا في هذه الاستراتيجية، فإلى جانب افتتاح عدد من القنصليات، باتت مدن الصحراء مقصدا لعدد من التظاهرات الدولية، ففي فبراير من سنة 2015 تم الإعلان عن عقد النسخة الأولى من المنتدى الدولي المعروف "كرانس مونتانا" في مدينة الداخلة، رغم الضغوط التي مارستها الجزائر وجبهة البوليساريو، ومنذ لك الوقت أصبح هذا المنتدى ينظم بشكل سنوي في هذه المدينة الساحلية، وقبل ذلك وفي سنة 2014 احتضنت المدينة ذاتها الاجتماع السنوي للجنة البرلمانية المشتركة بين المغرب والاتحاد الأوروبي.
وفي دجنبر الماضي استضافت العيون منتدى الاستثمار المغربي الصيني، وفي أكتوبر من سنة 2019، اختارت الغرفة الفرنسية للصناعة والتجارة مدينة الداخلة لاستضافة منتدى الأعمال المغربي الفرنسي.
كما ينتظر أن تستضيف مدينة العيون في الفترة الممتدة من 28 يناير إلى 7 فبراير، نهائيات كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة، وكذا اجتماعا للمكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
وإلى جانب القنصليات والمؤتمرات والأحداث الرياضية، شملت هذه الاستراتيجية الشركات الكبرى، ففي سنة 2017 افتتحت سلسلة مطاعم "ماكدونالد" مطعما لها في مدينة العيون متجاهلة احتجاجات البوليساريو، فضلا عن أن العديد من المجموعات العالمية تواصل نشاطها في الصحراء متجاهلة مطالب الجبهة الانفصالية.
ويسعى المغرب للسير قدما في هاته الاستراتيجية، حيث أكد مصدر دبلوماسي رفيع المستوى ليابلادي أنه "سيتم عقد اللجان المشتركة في الأقاليم الجنوبية، كما ستستضيف هذه الأقاليم الزيارات الوزارية الأجنيبة. وستشهد تنظيم اجتماع حول دول المحيط الهادي في شهر فبراير المقبل".
وأضاف مصدرنا أن افتتاح قنصليات في الداخلة يبقى أمرا مهما "بالنسبة لنا وضع مدينة الداخلة يشبه وضع مدينة طنجة، هذه الأخيرة نعتبرها بوابة المغرب إلى أوروبا، والداخلة هي بوابة المغرب نحو إفريقيا"، وتابع أن "الكثير من تجارة المغرب مع إفريقيا تمر عبر مدينة الداخلة".