أكد ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، يوم أمس الأربعاء بالرباط، أن المغرب مع التطلعات الحقيقية للشعب الفنزويلي، ويدعم خوان غوايدو إثر إعادة انتخابه رئيسا للبرلمان.
وقال بوريطة، في لقاء صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الخارجية اليوناني، نيكوس دندياس، إن "موقف المغرب من الأزمة الفنزويلية واضح منذ البداية. المغرب مع التطلعات الحقيقية للشعب الفنزويلي، ويدعم السيد غوايدو إثر إعادة انتخابه رئيسا للبرلمان".
وأضاف أن "المغرب يشتغل، أيضا، مع المجموعة الدولية، ومع مجموعة دول ليما للدفع نحو خلق إطار مؤسساتي يستجيب للتطلعات الحقيقية للشعب الفنزويلي".
وسجل الوزير أن "المغرب تابع باهتمام انتخاب غوايدو، ويهنئه على إعادة انتخابه رئيسا للبرلمان، وذلك في إطار احترم فيه القانون والنصاب القانوني الذي كان ضروريا لهذا الانتخاب".
وأبرز وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن "المغرب يتأسف ويندد بمحاولات منع إقامة هذا الانتخاب في ظروف عادية تحترم إرادة النواب الفنزويليين وتسمح لهم بانتخاب رئيس البرلمان، الممثل الشرعي لطموحات الفنزويليين".
وخلص بوريطة إلى أن "المغرب سيستمر في التنسيق للدفع نحو حل سلمي للأزمة الفنزويلية، يحترم تطلعات الشعب والشرعية في البلاد، ويتناسب مع المجهودات التي تقوم بها منظمة الدول الأمريكية، ومجموعة ليما، وغيرها من المجموعات التي تشتغل في هذا الإطار".
وشهدت فنزويلا يوم الأحد الماضي عقد جلسة رسمية للبرلمان الذي تعد المؤسسة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة، وتم خلالها انتخاب لويس بارا وهو من النواب المؤيدين لحكومة نيكولاس مادورو كرئيس للبرلمان بدلا من غوايدو، الذي منعته قوات مكافحة الشغب من دخول البرلمان.
وبعد ذلك اجتمع نواب المعارضة، في مكتب تحرير إحدى الصحف المحلية، وقرروا أن يبقى غوايدو في منصب رئيس البرلمان لمدة عام آخر.
وسارع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إلى تأكيد موقف بلاده من الأزمة الفنزويلية، وقال إن الحكومة الانتقالية فقط، يمكنها وضع حد للأزمة في فنزويلا، من خلال تنظيم انتخابات رئاسية حرة ونزيهة جديدة. وأضاف أن الولايات المتحدة و 57 دولة أخرى لا تزال تعتبر خوان غوايدو، رئيسا شرعيا للجمعية الوطنية والرئيس المؤقت لفنزويلا.
ومن جانبها، أصدرت بلدان مجموعة ليما، (14 دولة في أمريكا اللاتينية) بيانا مشتركا، أعلنت فيه عدم اعترافها بنتائج انتخابات القيادة الجديدة للجمعية الوطنية الفنزويلية، بالمقابل رحبت بتصريحات غوايدو، بشأن إعادة انتخابه رئيسا للجمعية الوطنية.
وتعيش فنزويلا على وقع انقسامات سياسية عميقة بعد إعلان الرئيس اليساري نيكولاس مادورو المعروف بدعمه الكبير لجبهة البوليساريو، عن فوزه في الانتخابات الرئاسية لسنة 2018. لكن نتائج هذه الانتخابات مثلت محل خلاف، حيث أعلن رئيس البرلمان المعارض خوان غوايدو نفسه رئيسا.
ويعتبر المغرب أول دول عربية وإفريقية تعلن اعترافها بشرعية غوايدو كرئيس بالنيابة للبلاد، ولا ترتبط المملكة بعلاقات دبلوماسية مع وفنزويلا منذ سنة 2009، حيث قرر المغرب آنذاك إغلاق سفارته في كاراكاس ونقلها إلى جمهورية الدومينيكان، وذلك بسبب ما وصفته المملكة في حينه بـ"العداء المتصاعد للسلطات الفنزويلية إزاء قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية، والى إجراءات التأييد التي اتخذتها حكومة هذا البلد لفائدة الجمهورية الصحراوية المزعومة".