تسير العلاقات المغربية الموريتانية نحو التحسن بعد وصول الرئيس الجديد محمد ولد الغزواني إلى الحكم، علما أنها كانت تتسم خلال عهد الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز بالتوتر، وهو ما يفسر بقاء منصب السفير الموريتاني في الرباط شاغرا منذ سنة 2012 إلى غاية سنة 2017.
وتتجه الحكومة الموريتانية نحو السماح لمعارضي الرئيس السابق الذين كانوا يقيمون في المغرب قبل أن يتم إبلاغهم بضرورة مغادرة المملكة، بالعودة إلى بلادهم.
فيوم الجمعة الماضي سلم الوزير الأول الموريتاني إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا درع تكريم رجل الأعمال محمد ولد بو عماتو المقيم في الخارج لرجل الأعمال اعزيزي ولد المامي، وذلك "تقديرا لجهوده في خدمة الاستثمار في البلاد، ولأدائه خلال رئاسته لاتحاد أرباب العمل".
فيما قال رجل الأعمال الموريتاني المصطفى ولد الإمام الشافعي إن "عددا من الرؤساء الأفارقة أبلغوه بأن الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز دعاهم إلى مضايقته والابتعاد عنه" وأكد بالمقابل أن علاقاته بالرئيس الجديد جيدة.
ومن شأن مراجعة نواكشوط لمواقفها بخصوص معارضي ولد عبد العزيز، أن يدفع العلاقات المغربية الموريتانية نحو مزيد من التحسن.
وكان المغرب، يشكل مقصدا لرموز معارضة النظام الموريتاني، فيما كان الرئيس الموريتاني السابق أكثر قربا من الجزائر، كما أنه كان يستقبل بشكل متكرر قياديين من جبهة البوليساريو في القصر الرئاسي بنواكشوط.
وسبق لولد عبد العزيز أن تحدث خلال السنة الماضية عن أن العلاقات بين البلدين "شهدت بعض الخمول"، وتطرق لاستضافة المغرب لبعض معارضيه، الذين أصدر في حقهم القضاء الموريتاني مذكرات توقيف دولية.
وتحدث عن ولد بوعماتو وقال إنه لم يكن يرغب "في أن يظل في المغرب وغادرها"، فيما تحدث عن المعارض الثاني مصطفى ولد الشافعي واتهمه بربط علاقات مع تنظيمات إرهابية.
لكن مع تسليمه السلطة لولد الغزواني، شهدت العلاقات بين الرباط ونواكشوط تحسنا ملحوظا، إذ زار وزير الثقافة والشباب والرياضة الناطق الرسمي باسم الحكومة العاصمة نواكشوط خلال شهر نونبر الماضي، وعقد لقاءات مع وزراء موريتانيين.
وقبل أقل من أسبوعين زار وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المغرب، والتقى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، واتفقا "على ضرورة تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات".