قبل سنوات كانت المغربية أمال بنتونسي تعيش بشكل "عادي" إلى أن انقلبت حياتها رأسا على عقب بعد وفاة شقيقها في 21 أبريل 2012، رميا بالرصاص من طرف شرطي بسان دوني. وفي حديثها لموقع يابلادي قالت أمال "لم أكن أنتمي للميدان الحقوقي، وانتقلت من تاجرة تكسب ربحا جيدًا جدًا إلى ناشطة حقوقية تربح أقل مما كانت تجنيه بكثير"، إذ كانت تدير مشروعا خاصا، كما عملت بمجال المطاعم أيضا...
وأضافت أمال البالغة من العمر 43 سنة وهي أم لأربعة أطفال: "توفي أخي وهو في 28 من عمره، لقد توقفت عن فعل أي شيء، لم تعد لدي القوة الكافية لمتابعة مساري المهني". واجهت أمال وفاة أخيها بدخولها إلى المجال الحقوقي لتناضل "ضد الجرائم التي ترتكبها عناصر الشرطة".
بعد مرور بضعة أشهر من وفاة أخيها، قامت بتأسيس ائتلاف "عاجل، شرطتنا تقتل" في نونبر 2012، وذلك بعد عقدت اجتماعا مع العديد من عائلات ضحايا عنف الشرطة، وقامت بعد ذلك بتأسيس جمعية المرصد الوطني لعنف الشرطة "لم يكن من الممكن قبولها تحت اسم "عاجل، شرطتنا تقتل"، لأن في ذلك الوقت، أثار اسم الائتلاف الذي قامت بتأسيسه غضب نقابات الشرطة، بل حتى وزير الداخلية مانويل فالس.
وتابعت المناضلة المغربية حديثها قائلة "انسحبت العائلات من المجموعة لأنها وجدوت الاسم متطرفًا للغاية وخشت. اخترت هذا الاسم لأناشد الرأي العام. نتحدث اليوم فعلا عن عنف الشرطة، لكن منذ بداية معركتي، كنت واضحة جدا: كنت أقصد الجرائم التي ترتكبها الشرطة".
كانت أمال تحاول المشاركة "من قريب أو بعيد" في التحقيق حول وفاة أخيها، عن طريق جمع أدلة والادلاء بها للمحامي الذي كان يتكلف بالقضية.
بعد وفاة أخيها، كتبت وسائل الاعلام أن لصا له سوابق إجرامية قتل من قبل عناصر الشرطة أثناء محاولته ارتكاب جريمة سرقة "وهذا هو ما اعتقدت أنا أيضا في البداية"، لكن بعد بضعة أيام كشفت التحقيقات، أنه تم إطلاق الرصاص عليه أثناء محاولة الدفاع عن نفسه ليلة السبت – الاحد 22 أبريل و"قمت برفع دعوى قضائية بعد يومين من ذلك".
وقررت آمال أن تناضل بعد ذلك من أجل ألا يقع ما وقع لشقيقها مع أشخاص آخرين، ودعت إلى تنظيم مسيرة احتجاجية، واستجاب عدد كبير من الناس لدعوتها، وجمعت أولى المسيرات 3000 شخص، وأتت هذ النضالات أكلها، حيث أدان القضاء الفرنسي الشرطي الذي أطلق النار على شقيقها بخمس سنوات موقوفة التنفيذ.
كما أن هذه الحادثة كان لها وقع على حياة آمال المهنية، حيث تدرس في السنة الثالثة بشعبة الحقوق، وتطمح في أن تصبح محامية في المستقبل.
"كنت دائمة الاهتمام بأخي، والداي كانا مشغولين بتوفير قوتنا اليومي، لذلك كنت أنا من يعتني به، عندما تم اعتقاله في Fleury-Mérogis عن عمر يناهز 13 سنة، وأصبح أصغر سجين في فرنسا، كتبت إلى القاضي لأطلب منه عدم وضع أخي في السجن. لكنني لم أتلق جوابا. ترك ذلك جرحا في داخلي".
لازالت أمال بنتونسي تتذكر اليوم الأغاني التي كان يعشق شقيقها الراحل الاستماع إليها، وخاصة أغاني رينو التي لم تكن معروفة آنذاك، كان يحفظ كلمات أغنية "L’Hexagone"، إلى حد أنه جعل زملاءه يحفظونها أيضا كان يقول لي "اسمعي الكلمات!" ": فرنسا بلد من رجال الشرطة / في كل ركن من أركان الشارع هناك مائة / لجعل النظام العام يسود / إنهم يقتلون دون عقاب".