يعمل عبد الجليل وهابي في المجال السنيمائي منذ أكثر من ثلاثين سنة، بعدما بدأ حبه وولعه بهذا المجال وهو في سن السادسة، عندما كان يصطحبه جده معه إلى السنيما، ليكبر حلمه معه ويقرر العمل في هذا المجال إلى جانب والده، بعد إتمام دراسته سنة 1985.
في البداية، قامت هذه العائلة المغربية بافتتاح سينما "طارق" وبعدها سينما "مبروك"، إلا أنها أقدمت على إغلاقهما فيما بعد، نظرا لتراجع إقبال المغاربة على دور السينما، ففي سنة 1980 كان المغرب يضم حوالي 270 قاعة سنيمائية، لينخفض في الوقت الراهن هذا العدد وأصبح لا يتجاوز الثلاثين قاعة.
لكن حب عبد الجليل هو وعائلته للسينما، دفعهم في سنة 2003 إلى شراء سينما "روكسي" الواقعة بشارع المنصور الذهبي، وسط مدينة طنجة، التي تم تشييدها سنة 1943 وكانت آنذاك دار أوبرا، وهو ما يوضحه شكلها وهندستها المعمارية، لتتحول في سنة 1950، إلى قاعة سينمائية، وتصبح بذلك واحدة من دور السينما الثلاث التي لا تزال تفتح أبوابها لحد الساعة بعروس الشمال، وتسجل اسمها أيضا كواحدة من أهم وأعرق القاعات السينمائية على الصعيد الوطني.
ويرى عبد الجليل في حديثه مع يابلادي، أن الإنترنت من بين الأسباب التي ساهمت في تراجع عدد القاعات السينمائية المغربية، موضحا أنه "قديما تسبب ظهور الشرائط في ضعف الاقبال على القاعات السنيمائية، بعدها الأقراص المضغوطة، والآن الانترنيت"، وأضاف "ناهيك عن فقدان معظم الناس للثقافة السينمائية".
ويؤكد عبد الجليل أنه يحاول محاربة هذا النقص في الاهتمام بالسينما، ودفع المغاربة للإقبال على القاعات السينمائية، وجعل ذلك ممارسة عادية، وذلك من خلال تعاونه مع مجموعة من المدارس الابتدائية، من أجل اصطحاب الأطفال إلى سينما روكسي لحضور عروض مسرحية وسينمائية "نريد أن يحب الأطفال السينما، إذا كان الناس من قبل يرتادون القاعات السينمائية بشكل طبيعي، فمن واجبنا بذل مجهود أكبر في الوقت الحاضر، لجعلهم يقبلون عليها الآن أيضا".
وإلى جانب تقديمها أفلام سنيمائية وعروضا مسرحية، تحتضن سينما "روكسي"، أيضا عدة تظاهرات ثقافية وفنية، من أبرزها مهرجان الفيلم المتوسطي القصير والمهرجان الوطني للفيلم، الذين ينظمهما المركز السينمائي المغربي.
ويتذكر عبد الجليل سنوات مجد السينما والابتسامة تعلو وجهه، ويؤكد أن "أفضل شيء هو رؤية الكثير من الناس دخل قاعة السينما"، ويرى أن هذا القطاع يحتاج إلى التمويل، من أجل إعادة إحيائه.
وبخصوص الدعم الحكومي المقدم للمركز السينمائي المغربي، من أجل إنتاج الأعمال السينمائية ورقمنة وتحديث وإنشاء القاعات السينمائية وأيضا تنظيم المهرجانات السينمائية، يؤكد عبد الجليل أنه ينبغي الزيادة في هذا النوع من الدعم لإحياء النشاط السينمائي و"إنقاذ السينما"، مشيرا إلى المزايا والتأثير الإيجابي الذي يمكن أن يحدثه "الفيلم" على المجتمع المغربي.