كانت أرض المغرب شاهدة على اكتشافات في مجال الفلك والآثار وعلم الوراثة، شكلت حدثا فارقا في تاريخ العلوم، وإليكم خمسة منها:
الساميون في شمال أوروبا أبناء عمومة الأمازيغ في المغرب
تقود الأبحاث والتحريات العلمية، في بعض الأحيان إلى نتائج غير متوقعة، مثلما كان عليه الحال مع الدراسة التي نشرت سنة 2005 وحملت عنوان " الساميون والبربر - صلة غير متوقعة للحمض النووي للميتوكوندريا".
وجاء في هذه الدراسة أن الأمازيغ و سكان شمال السويد والنرويج وفلندا وشبه جزيرة كولا في روسيا المعروفة باسم لابلاند، يرتبطون فيما بينهم من الناحية الوراثية "في فرع صغير للغاية يبلغ عمره 9000 سنة".
اكتشاف أقدم إنسان لصنف الإنسان العاقل
في سنة 2017 قام فريق دولي، بإشراف من الأستاذ عبد الواحد بن نصر عن المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث التابع لوزارة الثقافة والاتصال، والأستاذ جان جاك يوبلان عن معهد ماكس بلانك للأنتربولوجيا المتطورة بألمانيا، بالكشف عن بقايا عظام إنسان ينتمي لفصيلة الإنسان العاقل البدائي ، مرفوقة بأدوات حجرية ومستحثات حيوانية بموقع جبل إيغود بإقليم اليوسفية (جهة مراكش - تانسيفت).
وتم تحديد تاريخ هذه اللقى بحوالي 300 ألف سنة قبل الوقت الحالي وذلك بواسطة التقنية الإشعاعية لتحديد العمر، وبالتالي فإن هذه العظام تعد أقدم بقايا لفصيلة الإنسان العاقل المكتشفة إلى اليوم، إذ يفوق عمرها عمر أقدم إنسان عاقل تم اكتشافه إلى الآن بحوالي 100 ألف سنة.
وموقع إيغود عرف منذ ستينيات القرن الماضي ، إذ تم العثور فيه على بقايا إنسان وأدوات تعود إلى "العصر الحجري الوسيط".
وبفضل الحفريات التي تمت مباشرتها منذ سنة 2004، فإن البقايا الجديدة التي تم اكتشافها وتأريخها تجعل من موقع جيل إيغود أقدم وأغنى موقع برجع "للعصر الحجري الوسيط" بإفريقيا والذي يوثق للمراجل الأولى لتطور الإنسان العاقل، حسب البلاغ.
على غرار أوروبا..للمغرب آثاره الحجرية الضخمة
قرب مدينة العرائش، يقع موقع مزورة الميغاليتي، الذي يعتبر من بين أشهر المآثر بشمال غرب المغرب، وهو عبارة عن ربوة مقبراتية دائرية الشكل تقريبا محاطة بدائرة مكونة من 167 مسلة نحتها الانسان القديم بدقة متناهية على شكل أعمدة ضخمة.
ويبقى تاريخ بناء الموقع غير محدد على وجه الدقة، ويشير البعض إلى أنه يرجع إلى فترة ما قبل التاريخ أو الفترة الممهدة للتاريخ اي العصر الحجري الحديث.
ووفق موقع "الأصول القديمة" فإن الموقع "ليس استثنائيا فحسب، بل إنه سام في تغيير تاريخ الآثار الحجرية الصغرى في أوروبا"، وأضاف نفس المصدر أن هذا الموقع "لم يتم بناؤه بشكل مستقل عن المغليث الأوروبي: إما أنه بني من قبل نفس الثقافة، أو كان هناك تفاعل كبير بين المنطقتين" أي أوروبا وإفريقيا الشمالية.
اكتشاف سبعة كواكب شبيهة بالأرض
في شهر فبراير من سنة 2017 أعلنت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية "ناسا" اكتشاف نجم بارد يبعد عن الأرض بحوالي 39 سنة ضوئية، تدور حوله سبعة كواكب بحجم قريب نسبيا من حجم الأرض، ثلاثة منها توجد على مسافة مناسبة من هذا النجم، وتتوفر على مياه في سطحها، مما يوفر لها حرارة مناسبة ويجعلها مبدئيا صالحة للحياة.
وشارك في هذا الاكتشاف مرصد أوكايمدن الفلكي التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش باستخدام التلسكوب ترايبست الشمالي.
وشارك في عملية الرصد فيها باحثان من مختبر فيزياء الطاقات العليا والفيزياء الفلكية بمراكش، يتقدمهم زهير بنخلدون، مدير مرصد أوكيمدن للفلك، وطالبه بسلك الدكتوراه خالد البركاوي.
وفي تصريح علامي قال زهير بن خلدون إنه تم توجيه التلسكوب نحو هدف النجم الرمادي القزم الفائق البرودة المسمى "ترابيست 1" الذي لفت الأنظار منذ سنة، "وبمقارنة المعطيات مع مراصد أخرى حول العالم في تشيلي وهاواي وجزر الكناري، ومن التلسكوب الفضائي سبيتزر التابع لناسا؛ قمنا بمداخلة بياناتنا وتحليل النتائج للتوصل لهذا الاكتشاف".
العنكبوت البهلوان
في سنة 2014 تم اكتشاف نوع جديد من العناكب في الصحراء المغربية، ولم يكن هذا النوع معروفا، ويقوم هذا العنكبوت بحركات بهلوانية مدهشة تتطلب قوة استثنائية. فهو يركض مسافة قصيرة ثم يمد سيقانه الأمامية ويتشقلب في الهواء قبل ان يهبط ارضًا على سيقانه الخلفية، كما يفعل لاعب الجمباز.
وأطلق العالم البيولوجي الألماني بيتر ياغر المختص بتصنيف الكائنات العضوية في متحف التاريخ الطبيعي في مدينة فرانكفورت الالمانية، اسم البهلوان على العنكبوت المكتشف.
وتضاعف هذه الحركة البهلوانية المعقدة سرعة العنكبوت مرتين، من متر في الثانية الى مترين، ولكنه لا يلجأ اليها إلا كمناورة في حالات الطوارئ للافلات من عدو مفترس.