ولد الكوميدي المغربي يوسف الموساوي في 30 ماي 1977 بمدينة أنتويرب وهي كبرى المدن الفلمندية في بلجيكا، علما أن والده هاجر إلى مدينة فلاندر سنة 1960، وفي سنة 1983 توفي والده، ما جعله يغادر مقاعد الدراسة مباشرة بعد إتمام دراسته الثانوية من أجل إعالة أسرته الصغيرة التي تتكون من أم وثلاث أخوات.
وفي تصريح لموقع يابلادي، قال يوسف الموساوي "لم أستطع إتمام دراستي وولوج الجامعة، لأنني بدأت العمل في إحدى الفنادق. اشتغلت هناك في مركز الاستقبال لمدة خمس سنوات"، وبعد ذلك تمكن من العودة إلى مقاعد الدراسة وحصل على شهادة مكنته من إنشاء مشروعه الخاص في مجال العقارات، إلا أن ذلك لم يشعره بطعم النجاح.
فبالموازاة مع حياته المهنية، قرر الكوميدي المغربي التسجيل بأحد المسارح عبر الانترنيت، من أجل الحصول على دورات تكوينية، لكن حدث ما لم يكن بالحسبان، فبدل إرساله طلبا عبر البريد الإلكتروني للمعهد، أرسله إلى ناد كوميدي، ليتلقى في نفس الليلة اتصالا من النادي ويتم إخباره أنهم في حاجة إلى ممثل كوميدي.
ويتذكر الكوميدي المغربي تلك اللحظة قائلا "حاولت أن أوضح لهم الامر وأخبرهم أنني لست بكوميدي، وأنني أردت أن أشارك في دورات تكوينية لأصير كوميديا في المستقبل، إلا أنهم أصروا لدرجة أنني وافقت على الذهاب من اجل إلقاء نظرة فقط"، وبعد توجهه إلى النادي حضر عرضا لكنه لم يرقه.
وتابع يوسف حديثه قائلا "لم يعجبني العرض ولم أتمكن من إخفاء ذلك، وأخبرت مدير النادي بسخرية أنني أستطيع أن أقدم ما هو أفضل، ليطلب مني بعد ذلك الصعود إلى خشبة المسرح. كان الأمر جيدا بالنسبة لي، لأنه وقتها لم يكن بفلاندرز أي فكاهي من أصل مغربي".
وبعد وقوفه على خشبة المسرح، قام بتقديم نفسه أولا للجمهور قائلا "أنا مغربي ولست معتادا على مشاهدة الناس لي أثناء وقت عملي" بهذه الكلمات تمكن الكوميدي المغربي من جذب انتباه الجمهور ورسم ابتسامة على وجوههم، وأشار إلى أنه "في ذلك الوقت، كان ينظر للمغاربة على أنهم عمال في الصباح ولصوص بالليل".
خمس دقائق على خشبة المسرح، كانت كافية لتغير مسار حياة يوسف الموساوي ويصبح بذلك "أول فكاهي مغربي في فلاندرز" دون أن تطأ أقدامه أي معهد، وأصبح بذلك يفتتح عروض كبار نجوم الفكاهة في بلجيكا، ما جعله يكتسب خبرة أكثر في المجال.
وفي سنة 2007، قدم يوسف الموساوي أول عرض له أطلق عليه اسم "100% قانوني"، وبعدها بسنة قدم عرضا ثانيا يحمل عنوان "أعمال مشبوهة"، لكن في هذه المرحلة، وجد الكوميدي المغربي نفسه أمام تحديات أخرى وقال "واجهت مشاكل عديدة دامت لمدة سنتين، أصبحت مفلسا ورجلا مطلقا كما فكرت أيضا في التخلي عن حياتي المهنية"، إلا أن إصراره وحبه للكوميديا جعلته يتحدى ويتجاوز هذه العراقيل ويقدم عرضا حقق به نجاحا واسعا في بلجيكا.
رعاية الأطفال اليتامى
فقدان يوسف الموساوي لوالده في سن صغيرة، دفعه للاهتمام بالأطفال اليتامى في المغرب خاصة الأطفال الذين ينحدرون من مسقط رأس والدته، في المنطقة الشرقية من المملكة ، ويؤكد أنه "منذ أربع سنوات قمت بإنشاء مشروع صغير لرعاية اليتامى والمحتاجين في المغرب، خاصة في وجدة وكنفودة (جماعة قروية بجرادة) أريد أن أبرهن لهؤلاء الأطفال اليتامى أن هناك شخص يقوم برعايتهم".
ويتكفل الفكاهي المغربي، بما مجموعه 600 طفل يتيم، من خلال شراء ملابس لهم وإطعامهم، خاصة خلال عيد الفطر و عيد الأضحى، سواء بمفرده أو بدعم من أقربائه أو أصدقائه، وبفضله قرر بعض المغاربة المقيمين ببلجيكا وهولندا أن يحذو حذوه في منطقة الريف وأكادير.
علاقة يوسف الموساوي بوطنه، لا تقتصر فقط على الاعمال الخيرية، فقد قام أيضا بالمشاركة في فيلم " Broeder" للمخرجين البلجيكيين من أصل مغربي عادل العربي وبلال فلاح كما قام بجولة في عاصمة سوس من أجل إحياء عرض فكاهي وقال "حظي العرض بإعجاب كبير من طرف الجمهور، ورغم أنني لم أكن أتحدث الدارجة المغربية بطلاقة، إلا أنني أصررت على القيام بالعرض باللهجة المغربية"، كما قدم يوسف عرضا آخرا بمدينة وجدة.
وأنهى الفكاهي المغربي حديثه قائلا، إنه بصدد تحضير ثلاث عروض فكاهية، سيكون الأول حول تاريخ هجرة المغاربة إلى فلاندرز، والثاني حول رحلة والديه ووصولهما إلى بلجيكا، والثالث حول التغير المناخي والمغاربة.