أعلنت مجموعة السياحة والسفر البريطانية "توماس كوك"، يوم الإثنين 23 شتنبر، إفلاسها، بعد فشلها في عطلة نهاية الأسبوع في جمع الأموال اللازمة للإبقاء على المجموعة، مشيرة إلى أنها ستدخل في عملية "تصفية فورية".
وقالت المجموعة في بيان إنه "على الرغم من الجهود الكبيرة، لم تسفر المناقشات عن اتفاق" بين المساهمين والممولين الجدد المحتملين. وأضاف البيان "لذلك، خلص مجلس إدارة الشركة إلى أنه ليس لديه خيار سوى اتخاذ خطوات للدخول في تصفية إلزامية بمفعول فوري".
وسيكون على "توماس كوك" أن تنظم فورا عملية إعادة 600 ألف سائح من المتعاملين معها حول العالم، بينهم 150 ألف سائح بريطاني، ما سيشكل أكبر عملية من هذا النوع منذ الحرب العالمية الثانية.
وحاولت المجموعة جمع مئتي مليون جنيه استرليني (227 مليون يورو) إضافي لتجنب انهيارها بعدما واجهت الشركة الرائدة في مجال السفر صعوبات سببها المنافسة من مواقع إلكترونية خاصة بالسفر وقلق المسافرين من ملف "بريكست".
وعند نشر بيانات المجموعة المالية في أبريل، ألقى رئيس المجموعة، بيتر فانك هاوسر، باللوم على "بريكست" الذي تسبب بإغراق ميزانية الشركة وأدى إلى تكبدها خسارات كبيرة، خصوصا لأن الزبائن ارجأوا رحلاتهم مع عدم معرفتهم بما سيؤول إليه ملف الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وأكد السفارة البريطانية في المغرب في بلاغ لها، أن "هيئة الطيران المدني البريطانية (CAA) قد استأجرت بالفعل عشرات الطائرات المستأجرة لنقل العملاء إلى الوطن مجانًا".
وأوضح البلاغ ذاته أنه "سيتم إرجاع جميع الأشخاص الذين سافروا مع توماس كوك الذين إلى المملكة المتحدة خلال الأسبوعين المقبلين".
وفي تصريح لموقع يابلادي أكد مصدر من السفارة البريطانية في الرباط أن السياح البريطانيين في المغرب سيكونون قادرين على "العودة إلى الوطن كما كان محددًا في البداية" من قبل شركة توماس كوك التي تدير رحلتين أسبوعيًا تربط مانشستر بمراكش.
وتابع مصدرنا "المواطنون البريطانيون الذين حجزوا مع توماس كوك سيتمكنون من العودة إلى المملكة المتحدة من خلال رحلات بديلة".
وستستمر هاته الرحلات طيلة الأسبوعين المقبلين، مع رحلة متوقعة يوم الأربعاء المقبل.
أي تأثير على السياحة المغربية؟
من جانبها سارعت وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد التضامني المغربية إلى إحداث خلية أزمة بعد إعلان إفلاس " الشركة البريطانية.
وأحدثت الوزارة هذه الخلية بمعية المكتب الوطني المغربي للسياحي ومع المهنيين من أجل تتبع ومواكبة عمليات إعادة السياح الأجانب العالقين بالوحدات الفندقية من المحسوبين على الشركة المفلسة.
وسبق لشركة توماس كوك التي تعد أقدم شركة سياحية في العالم، أن قالت إن المغرب يعتبر من بين أفضل الوجهات السياحية في شمال إفريقيا بالنسبة لها، وأعلنت خلال شهر يوليوز الماضي عن أنها ستطلق خطا جويا جديدا يربط مراكش بلندن.
وكان من المتوقع أن تشرع في تسيير رحلتين خلال الأسبوع بين مطار لندن ومطار المنارة بمراكش على متن طائرة ايرباس 321، ابتداء من 1 نونبر 2019 والى غاية 28 ابريل 2020.
وقبل ذلك، وخلال فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين لتظاهرة "سوق السفر العالمي"، التي احتضنتها العاصمة البريطانية لندن سنة 2017، أبرم المكتب الوطني المغربي للسياحة اتفاقية مع طوماس كوك، من أجل تسيير رحلات جوية جديدة في اتجاه المغرب انطلاقا من المملكة المتحدة، من أجل رفع عدد السياح البريطانيين من 70 ألف إلى 400 ألف سائح خلال سنوات 2018 و2019 و 2020.