مع اقتراب موعد المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليساريو، تمكن إبراهيم غالي من إقناع أغلب أعضاء الأمانة العامة للجبهة الانفصالية، بالشروط التي اقترح توفرها في الأشخاص الذين يريدون الترشح لشغل منصب الأمين العام.
واقترح غالي توفر "شرط التجربة القتالية" ضد الجيش المغربي، وهو ما يعني عمليا اقصاء النساء والشباب الذين ولدوا في مخيمات تندوف في منتصف سبعينيات القرن الماضي، أي الذين كانوا أطفالا أثناء توقيع اتفاق إطلاق النار مع المغرب في 6 شتنبر من سنة 1991.
ويوضح هذا الشرط أن، الحرس القديم للجبهة لا يزال متمسكا، بالمناصب القيادية، ويرفض السماح للشباب بتولي مناصب مهمة.
وفي تصريح لموقع يابلادي قال خبير في الملف "من خلال وضع إبراهيم غالي شرط التوفر على تجربة قتالية ضد الجيش المغربي، يكون قد تخلص من خصمه الرئيسي عبد القادر الطالب عمر، المنتمي لقبيلة ولاد دليم والذي تمتع بمسيرة سياسية وإدارية غنية ولكنه يفتقر لأي خبرة عسكرية".
ويتولى الطالب عمر حاليا منصب ممثل البوليساريو في الجزائر، وسبق له أن شغل عدة مناصب عليا في صفوف الجبهة الانفصالية، بما فيها رئيس "البرلمان الصحراوي" في سنة 1995، ومنصب "رئيس الوزراء" من سنة 2003 إلى سنة 2018.
وكان إبراهيم غالي هو من أزاحه من "رئاسة الوزراء" وعين مكانه محمد الوالي اعكيك، وأرسله بعيدا عن مخيمات تندوف، ليشغل منصب "سفير" في العاصمة الجزائرية.
ومنذ ذلك الوقت تواري الطالب عمر إلى الخلف، فبعدما كان يتولى لقاء قادة الدول الإفريقية على هامش مؤتمرات الاتحاد الإفريقي، بات الآن يكتفي بالاجتماع مع بعض السفراء وقادة الأحزاب السياسية الجزائرية ورجال الصحافة.
ولا يعتبر اشتراط التوفر على خبرة قتالية ضد القوات المسلحة المغربية، أمر جديدا، فقد سبق لزعيم الجبهة الراحل محمد عبد العزيز أن استعان بهذا الشرط من أجل إزاحة بعض خصومه الأقوياء من السباق نحو منصب الأمانة العامة لجبهة البوليساريو سنة 2014.
يذكر أن إبراهيم غالي يوجد على رأس جبهة البوليساريو منذ المؤتمر الاستثنائي الذي عقد في يوليوز من سنة 2016 بعد وفاة محمد عبد العزيز.