تحاول جبهة البوليساريو الركوب على حادث وفاة الشابة الصحراوية صباح عثمان احميدة الملقبة بـ "إنجورني" يوم الجمعة 19 يوليوز، إثر حادث سير وقع بشارع السمارة في مدينة العيون تسببت فيه سيارة تابعة للقوات المساعدة، من أجل الترويج لأطروحتها، واتهام السلطات المغربية بانتهاك حقوق الإنسان في الصحراء الغربية.
ووقع الحادث بالتزامن مع خروج العديد من سكان مدينة العيون كما هو الحال في مدن مغربية أخرى، للاحتفال بفوز المنتخب الجزائري بلقب كأس إفريقيا للأمم.
ففي اليوم الموالي للحادث، راسل زعيم الجبهة الانفصالية إبراهيم غالي، الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس، وطالبه "بالإسراع بإجراء تحقيق دولي مستقل" من أجل الكشف عن كل ملابسات ما وصفها ب"الجريمة البشعة"، وأضاف أن عدم تدخل بعثة الأمم المتحدة في القضية "سيجعلها مجرد شاهد سلبي على جريمة مكتملة الأركان".
ولم يفوت الفرصة لمطالبة الأمين العام الأممي بتوسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية.
من جانبها أصدرت منظمة "عدالة" الموالية لجبهة البوليساريو التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها، يوم الإثنين تقريرا دعت فيه الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى توسيع مهام بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية، لتشمل آلية لرصد حقوق الإنسان في الصحراء.
وأصدر ممثل جبهة البوليساريو بالدانمارك محمد ليمام محمد عالي ، بيانا تحدث فيه عن وفاة الشابة الصحراوية، مضيفا أنه من "المرجح أن يزداد عدد الضحايا بالنظر إلى أن العديد من الجرحى المدنيين لا يزالون في حالة خطيرة"، وحاول المسؤول الانفصالي اثارة عواطف الدانماركيين، ودعاهم إلى "التحرك استنكارا لهمجية قوات الأمن المغربية" على حد وصفه.
بدوره وجه محمد سيداتي الذي يتولى منصب "الوزير المنتدب المكلف بأوروبا" في جبهة البوليساريو يوم الإثنين رسالة للممثلة السامية للاتحاد الاوروبي المكلفة بالشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، فيديريكا موغريني، يطلب فيها بتدخل الاتحاد الأوروبي ليلزم "المغرب باحترام الشرعية الدولية".
وعلى عكس ما تظهره أشرطة الفيديو ادعى سيداتي أن الراحلة صباح عثمان أحميدة كانت "تشارك في الاحتفال السلمي مساء يوم الجمعة بتتويج المنتخب الجزائري بكاس امم افريقيا 2019 حين دهستها سيارة رباعية الدفع".
وفي نفس الاتجاه سارت الجمعيات الحقوقية الموالية للبوليساريو والتي تنشط في مدينة العيون، حيث أصدرت بلاغات تطالب فيها الأمم المتحدة بمراقبة حقوق الانسان في المنطقة.
ركوب على الحادث لأغراض سياسية
وكانت مدينة العيون قد شهدت اندلاع أحداث عنف، بعد نهاية المباراة التي جمعت المنتخب الجزائري بالمنتخب السينغالي برسم نهاية كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، ما خلف أضراراً مادية في الممتلكات الخاصة والعامة.
وتظهر أشرطة فيديو منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، اصطدام سيارة تابعة للقوات المساعدة بسيدة أثناء محاولتها قطع الطريق، قبل أن يتم نقلها إلى مستشفى مولاي الحسن بلمهدي، الذي لفظت فيه أنفاسها الأخيرة.
وتكذب هذه الأشرطة مزاعم جبهة البوليساريو التي تتحدث عن مقتلها أثناء مشاركتها في الأحداث التي شهدتها المدينة، وهو ما أكدته أيضا وكالة الأنباء الإسبانية إيفي التي قالت إن الفتاة لقيت حتفها على يد سيارة "مكافحة الشغب أثناء عبورها طريقًا بعد مغادرتها معهد لغة خاص حيث كانت تدرس الأطفال اللغة الإنجليزية".
وأضافت "على ما يبدو، لا ترتبط الشابة صباح أنجوري بهذه المظاهرات، وقد تعرضت للحادث بالصدفة، وفقًا للمعلومات التي جمعتها إيفي من الشهود ومصادر مختلفة".
بدورها قالت شقيقتها على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك "توفيت اختي " صباح انجورني"، بعد دهسها بواسطة سيارتي القوات المساعدة بشارع السمارة والتي كانت تسبر بسرعة فائقة ولاذت بالفرار. نطلب من الجميع الترحم على روحها"، ولم تشر في تدوينته إلى ما ردده مسؤولو جبهة البوليساريو من "قتلها عمدا"، ومن أنها كانت تشارك في الأحداث التي تلت مباراة نهاية الكان.
يذكر أنه سبق للوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بمدينة العيون، أن أمر بفتح تحقيق من أجل تحديد ملابسات هذا الحادث.