يواصل المغرب حصد نتائج تغيير سياسته الخارجية تجاه الدول التي تعترف بـ"جمهورية" البوليساريو. فبعد تراجع دعم العديد من الدول للجبهة الانفصالية كما هو الحال مع نيجيريا، وسحب دول أخرى اعترافها بالجبهة الانفصالية، بدأ المغرب يقترب أكثر من معقل البوليساريو شرق القارة.
فبعد الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس خلال شهر أكتوبر من سنة 2016، إلى كل من رواندا وتنزانيا وإثيوبيا، وهي جميعها دول تعرف بـ"جمهورية" البوليساريو، وجدت المملكة من يصغي إلى موقفها من نزاع الصحراء، في دولة أوغندا التي تعترف بدورها بـ"الجمهورية الصحراوية" منذ شتنبر من سنة 1979.
فخلال الأشهر الأربعة الماضية، زارت رئيسة البرلمان الأوغندي ريبيكا كاداغا أليتوالا المغرب مرتين، كان آخرها خلال الفترة الممتدة من 15 إلى 17 يوليوز الجاري، حيث قادت وفدا برلمانيا إلى الرباط "في إطار تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين وبين مؤسستيهما التشريعيتين".
والتقت السياسية البارزة في أوغندا مع عدد من المسؤولين المغاربة، من بينهم رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، ورئيس مجلس النواب الحبيب المالكي.
كما التقت المسؤولة الأوغندية رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، خليهن ولد الرشيد، بمقر المجلس في الرباط، حيث استمعت إلى عرض حول أهمية مشروع نظام الحكم الذاتي الموسع الذي وضعه المغرب على طاولة المفاوضات الأممية سنة 2007.
وتتناقض خطوة أليتوالا مع السياسية التي يتبعها الرئيس يويري موسيفيني بخصوص نزاع الصحراء منذ وصوله إلى السلطة قبل 33 سنة.
وخلال القمة التضامنية مع جبهة البوليساريو التي نظمتها المجموعة الانمائية لدول إفريقيا الجنوبية "صادك" التي نظمت بالعاصمة الجنوب افريقية بريتوريا ما بين 25 و 26 مارس الماضي، وجه الرئيس الأوغندي اتهامات قاسية للمغرب.
وخلال شهر ماي الماضي استقبل موسيفيني في العاصمة كمبالا "سفير الجمهورية الصحراوية" الجديد، حمادي بشير، وأكد آنذاك التزام حكومته بمواصلة دعم الجبهة الانفصالية.
وفي نونبر من سنة 2018 ذكرت وسائل إعلام أوغندية أن نوابا ووزراء سابقين طالبوا من ريبيكا كاداغا أليتوالا الترشح لانتخابات 2021، ومنافسة يويري موسيفيني، الذي أصدر في شهر يناير من سنة 2018 قانونا يدخل تعديلا دستوريا يلغي الحد الأقصى لسن الترشح للرئاسة في بلاده، بغرض التمهيد لترشحه لولاية سادسة في الاقتراع المقرر عام 2021. وأعلنت المعارضة آنذاك رفض هذه التعديلات، مؤكدة أنها تهدف إلى "جعل موسيفيني يحكم مدى الحياة".
وتسير رئيسة البرلمان الأوغندي في اتجاه تطوير علاقاتها مع المغرب، وفي هذا الإطار قدمت دعوة للحبيب المالكي من أجل المشاركة كعضو مراقب في الدورة الرابعة والستين للجمعية البرلمانية للكومنولث المقرر عقدها خلال الفترة الممتدة من 22 إلى 29 شتنبر في كمبالا، كما طالبت بإطلاق خط جوي مباشر بين المغرب وأوغندا.