ولتسليط الضوء أكثر على موقف الفلسطينيين من الورشة اجرينا في موقع يابلادي حوارا مع عباس زكي، المفوض العام للعلاقات العربية لحركة فتح، وعضو لجنتها المركزية، والمعروف بقربه من رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس أبو مازن.
كيف تنظرون إلى مؤتمر البحرين في حركة فتح والسلطة الوطنية الفلسطينية؟
ننظر له بأنه حلقة في مسلسل تصفية القضية الفلسطينية ينسجم مع الرؤية الإسرائيلية لحل أعقد صراع، ونحن نقاطع هذا المؤتمر ولا نسمح لأحد بأن يتحدث باسمنا، ولن نقبل بأي نتائج تسفر عن هذه الورشة، لأن في ظاهرها التنمية والازدهار، ولكن التنمية والازدهار أمر مستحيل في ظل الاحتلال وبالتالي، هذه الورشة تأتي لضرب ما يسمى بمشروع السلام العربي.
ماذا عن الدول العربية التي أعلنت مشاركتها في المؤتمر؟
هؤلاء مطبعون، باعوا قضيتهم المركزية الأولى فلسطين، وأيضا قوميتهم، كانوا يقولون في قممهم العربية المتلاحقة، نقبل ما يقبله الفلسطينيون ونرفض ما يرفضه الفلسطينيون، ولكن نحن لا نقبل مؤتمر البحرين ولن نشارك فيه، ومبروك عليهم المشاركة بأمر من كوشنير ونتنياهو.
يشاركون على أساس أن لهم الشرعية، وهم لا يمثلون عند شعوبهم شيئا، فكيف بالنسبة لنا، نحن نقول دعهم يكشفون عن وجوههم الحقيقية، دعهم يتعاونون مع الأعداء، أما نحن شعارنا التاريخي "اللهم احمني من أهلي وأصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم" وإن شاء الله سننتصر بإذن الله.
الرسول الكريم قال "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ".
والذي يدير ظهره إلى القدس ويسير مع أمريكا وإسرائيل فإلى مزبلة التاريخ.
هناك حديث عن ضغط خليجي عليكم من أجل القبول بصفقة القرن...
نحيي ونثمن عاليا دور البلد العظيم الذي هو عنوان الأمة وكرامتها الكويت، وأما من يتآمر علينا فنتركه لشعبه، نحن نقول علينا أن نوحد أنفسنا وأن نعمل في أوساط شعبنا، وألا نكون بدلاء لهذه الشعوب العظيمة الموجودة في كل مكان وتعتبر قضية فلسطين قضيتها الأولى.
كيف تنظرون إلى الموقف المغربي من صفقة القرن؟
المغرب يكفي أنه نظمت فيه مسيرة مليونية، المغرب مجمع على حب فلسطين، وأعتقد أن هذا الموقف من جماهير أمتنا هو الذي يشفي غليلنا، ونحن نراهن على هذه الشعوب العظيمة.
ماذا ستفعلون في مواجهة الخطة الأمريكية؟
سأجيب بمثال بسيط "إن البعوضة تدمي مقلة الأسد"، مهما تكالبت كل القوى الغاشمة على الحق سينتصر. نابليون بونابارت غزى واستطاع أن يحتل أي أرض يريدها إلا أنه وقف عند صور عكا وهزم ولم يستطع دخولها، ورمى طاقيته من فوق صورها وهو يقول هذه القرية الصغيرة أنستني عظمتي، والله لو اقتحمتها لتغير وجه العالم، هذه هي فلسطين في التاريخ.
عندما هزمت إسرائيل الجيوش العربية في ستة أيام سنة 1967، وأخدت أجزاء من مصر وسوريا والضفة الغربية، خضنا حرب عصابات، وأمر أبو عمار (ياسر عرفات) بأن نصنع نصرا لهذه الأمة المهزومة بدمنا، وصنعنا النصر نحن والجيش الأردني الباسل وهزمنا موشي ديان (وزير الدفاع الإسرائيلي)، وسألوه ماذا وقع لك، فقال ماذا أفعل إن كان من يقاتلني قد قرر الموت، وليسألوا مناحم بيغن (رئيس الوزراء الإسرائيلي) عن قلعة شقيف (قرية تقع في جنوب لبنان)، نحن لنا تاريخ وموروث نضالي لن نتخلى عنه، نحن رواد في أمة لا ننتظر دورسا من أحد والعبرة بالخواتيم.
شعبنا موحد، لكي لا نكون عبيدا في بلدنا أو نسلم أقدس بقعة على الكرة الأرضية للصهاينة.
قضية فلسطين عند أصحاب الوجدان النظيف قضية داخلية وليست قضية جيران أو أقارب، من يكفر بهذه القضية ويسلمها لليهود، ملعون وإلى مزبلة التاريخ والشعوب ستحكم.
نحن نرى ملايين الجزائريين رغم مشاغلهم في الشوارع من أجل فلسطين، نرى بحرا من الناس في الأردن، وغدا في سوريا. نحن لسنا خائفين، ونقول رب ضارة نافعة.
للمرة الأولى الأمة العربية خلف قيادة فلسطينية رفضت الدل والإهانة، قدمت تنازلات لتحصل على السلام، ولكن جاء بعض الأقزام والإسرائيليين وأمريكا يظنون أننا يمكن أن نستسلم، فلا عاش منا من لا يجسد قول الرئيس عرفات "شعب عظيم جبارين إذا ما فقد الأمل صنع المعجزات"، وقال "اللهم أطعمنا الشهادة"، ونحن كلنا مشاريع شهادة، وسيشهد الله والعالم أنه كما هزم نابليون في عكا سيهزم ترامب دليلا صاغرا في فلسطين، لأن هذه معادلة لا تحل من قبل ضعاف العقول، هذا صراع معقد وعنيف فيه شهداء مغاربة وشهداء من الجزائر، ومن اليمن، وسوريا، ومصر. اللعنة على من يتخلى عن دم الشهداء من الأمة العربية ومن ثوار العالم، وينسى بطولاتنا وتاريخنا ويساوم على مستقبل هذا الشعب العظيم.