القائمة

أخبار

أي تأثير لانتخاب ولد الغزواني رئيسا لموريتانيا على العلاقات بين الرباط ونواكشوط؟

أعلنت اللجنة المستقلة للانتخابات بموريتانيا يوم أمس الأحد، فوز مرشح السلطة محمد ولد الغزواني بالانتخابات الرئاسية التي جرت يوم السبت، بعد حصوله على 52% من أصوات الناخبين.

فهل سيكون لوصول رفيق الرئيس المنتهية ولايته إلى سدة الحكم، تأثير على العلاقات المغربية الموريتانية، التي اتسمت خلال السنوات الأخيرة بالجمود؟

نشر
الرئيس الموريتاني المنتخب محمد ولد الغزواني
مدة القراءة: 5'

تشهد العلاقات المغربية الموريتانية خلال السنوات الأخيرة مدا وجزرا، تبعا للأحداث التي تشهدها الجارة الجنوبية، خاصة منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد الطايع سنة 2005، ووصول الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز إلى السلطة سنة 2008، بعد إطاحته بالرئيس المدني المنتخب سيدي ولد الشيخ عبد الله في انقلاب عسكري.

وخلال عهد عبد العزيز الذي حكم البلاد لولايتين متتاليتين، تميزت العلاقات المغربية الموريتانية، بوجود أزمة صامتة، كان أبرز مظاهرها التأخر الكبير في تعيين سفراء في عاصمتي البلدين، بالإضافة إلى انقطاع الزيارات بين قادة البلدين، والاقتصار على زيارات مسؤولين حكوميين وفي مناسبات قليلة.

في المقابل كان الرئيس المنتهية ولايته يحرص على استقبال وفود جبهة البوليساريو في القصر الرئاسي بنواكشوط، فيما احتضن المغرب معارضين بارزين لنظامه، رغم أن القضاء الموريتاني أصدر في حقهم مذكرات اعتقال دولية.

ويوم أمس الأحد أعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في موريتانيا، رسميا، فوز مرشح السلطة محمد ولد الغزواني في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم السبت من الدور الأول بحصوله على نسبة 52.01% من الأصوات، ليخلف بذلك محمد ولد عبد العزيز، فهل سيكون لذلك تأثير على العلاقات المغربية الموريتانية؟

 نحو الأفضل

رأى الباحث والمحلل السياسي الموريتاني الحافظ ولد الغابد في تصريح لموقع يابلادي أن العلاقات الموريتانية المغربية في عهد الرئيس المنتخب محمد ولد الغزواني "ستشهد تطورا كبيرا، وذلك لعوامل من أهمها أنه يملك علاقات مع المجتمع المغربي، وتلقى تكوينه في المغرب وبالتالي لديه رؤية لتطوير العلاقات الخارجية مع مختلف الدول وخصوصا مع الجار المغربي الذي تعتبر العلاقات به حيوية واستراتيجية ".

"أتوقع تطورا كبيرا في العلاقات، وإذابة للجليد الذي حصل خلال السنوات الماضية نتيجة تراكمات معينة، الرئيس الجديد سيفتح أفقا جديدا لهذه العلاقات، وربما سيكون أفضل الرؤساء الموريتانيين في تطوير العلاقات مع المملكة المغربية".

الباحث والمحلل السياسي الموريتاني الحافظ ولد الغابد

وبحسب الحافظ ولد الغابد فإن الرئيس الموريتاني الجديد ستكون له "لمسته" الخاصة في ممارسة السلطة "وبالتالي سيختلف قليلا عن نهج نظام ولد عبد العزيز، وإن كان سيحتفظ بنسبة كبيرة بتوجهات النظام الحالي فيما يتعلق بالشجاعة في البحث عن دور إقليمي".

وأوضح أن موريتانيا لم يكن لها دور إقليمي في السابق، لكن مع مجيء الرئيس ولد عبد العزيز، "كانت له الشجاعة في لعب دور إقليمي، وربما هذا سيستمر بشكل أفضل مع ولد الغزواني الذي سيتفادى الاحتكاكات مع المغرب والجزائر".

من جانبه قال ثابت ديدي ولد السالك مدير المركز المغاربي للدراسات الاستراتيجية واستاذ العلوم السياسية في موريتانيا، في تصريح مماثل لموقع يابلادي "أعتقد أن العلاقات الموريتانية المغربية ستتحسن لأن الرئيس الجديد يتسم بالهدوء والعقلانية عكس سابقه، ومن مصلحة البلد ومصلحته أن يقيم علاقات جيدة مع المغرب الذي لنا معه علاقات اقتصادية وثقافية واجتماعية، ويشكل عمقا استراتيجيا لموريتانيا، من مصلحة البلدين أن تصل العلاقات فيما بينهما إلى ما يشبه الاندماج".

"أعتقد أن الرئيس الجديد يمتلك من الرزانة ما لا يملكه سابقه الذي تميز بالارتجالية والمزاجية في الكثير من القرارات".

ثابت ديدي ولد السالك مدير المركز المغاربي للدراسات الاستراتيجية

ورأى ثابت ديدي ولد السالك أن موريتانيا تحتل موقعا استراتيجيا بين شمال وغرب إفريقيا، وهو ما يجب عليها استغلاله "جيدا لخدمة مصالحها، ولربط علاقات بين إفريقيا الغربية المسلمة وشمال إفريقيا ممثلا في بلدان المغرب العربي".

وتابع أن موريتانيا يجب أن تشكل جسرا في المنطقة دون أن "تنافس أطرافا إقليمية هي أقوى منها وأكثر حجما كالمغرب والجزائر".

موريتانيا والمغرب والبوليساريو

وبخصوص قضية الصحراء قال الحافظ ولد الغابد إن الرئيس الجديد له "رؤية" فيما يتعلق بالنزاع، وأنه "لاقى تصويتا عقابيا نتيجة لصراحته في الموقف من القضية الصحراوية لأنه أكد أنه لن يقبل بتجنيس الصحراويين في موريتانيا".

وأوضح أن منافس الغزواني بيرام ولد الداه اعبيد الذي حل في المرتبة الثانية، تصدر المرشحين في مدينة نواديبو شمال البلاد، نتيجة التصويت العقابي ضد ولد الغزواني.

"الرئيس الموريتاني الجديد لديه موقف استراتيجي واضح من هذه القضية، ولديه استيعاب لها لأنه عسكري وقائد الجيش السابق وسيكون له أداء أفضل، وربما يتفادى التوترات التي حدثت في عهد ولد عبد العزيز التي كانت مطبوعة بردود فعل سيئة اتجاه المغرب".

الباحث والمحلل السياسي الموريتاني الحافظ ولد الغابد

وبحسب الحافظ ولد الغابد فإن "العلاقات مع البوليساريو ستستمر وربما ستشهد مستوى من التحسن الجزئي لأن موريتانيا تعلق مسؤولية حل هذا الملف على الأمم المتحدة". وتابع "أظن أن استقبال المسؤولين الصحراويين ليست مؤشرا على تحسن هذه العلاقات وإنما هو مؤشر على الاهتمام بما يجري في المنطقة".

من جانبه ذهب ثابت ديدي ولد السالك في تصريحه لموقع يابلادي إلى أن الرئيس الجديد سينهج سياسة متوازنة مع المغرب والجزائر، وأضاف "أعتقد أن الاتجاه سيسير نحو تحسن العلاقات في البلدان المغاربة إذا سارت الأمور على نحو الأفضل في الجزائر".

"لن تكون لولد الغزواني علاقات خاصة مع البوليساريو، لأنه ينتمي لمجتمع الزوايا، الذي يميل عادة إلى نسج علاقات جيدة مع المغرب، ومع الأوساط الثقافية والصوفية في المملكة".

ثابت ديدي ولد السالك مدير المركز المغاربي للدراسات الاستراتيجية

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال