عشية القمتين العربية والخليجية، استضامت مكة مؤتمرا دوليا لرجال الدين المسلمين، بدعوة من رابطة العالم الإسلامي المقربة من الرياض، وخصوصا من ولي العهد محمد بن سلمان.
وشارك في المؤتمر 1200 شخصية إسلامية من 139 دولة يمثلون سبعا وعشرين مكونا إسلاميا من مختلف المذاهب والطوائف، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية. وحضر عن المغرب الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء محمد عبادي.
وأقر المشاركون في المؤتمر "وثيقة مكة المكرمة"، وسلموها للعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، وجاء فيها أنه "لا يُبْرِمُ شــأنَ الأمة الإسلامية، ويتحدَّثُ باسمها في أمرها الدينيّ، إلا علماؤها الراسخون في جمع كجمع مؤتمر هذه الوثيقة".
وأجمع الموقعون على أنهم جزء من "هذا العالم بتفاعله الحضاري، يسعَون للتواصل مع مكوناته كافة لتحقيق صالح البشرية، وتعزيز قيمها النبيلة، وبناء جسور المحبة والوئام الإنساني، والتصدي لممارسات الظلم والصدام الحضاري وسلبيات الكراهية".
كما أرسل المجتمعون رسائل إلى إيران العدو الأول للمملكة العربية السعودية، حيث أوصوا "بعدم التدخل في شؤون الدول مهما تكن ذرائعه المحمودة؛ فهو اختراق مرفوض، ولا سيما أساليب الهيمنة السياسية بمطامعها الاقتصادية وغيرها، أو تسويق الأفكار الطائفية، أو محاولة فرض الفتاوى على ظرفيتها المكانية، وأحوالها، وأعرافها الخاصة، إلا بمسوّغ رسمي لمصلحة راجحة".
وتريد السعودية من وراء هذا المؤتمر الذي دعت إليه رابطة العالم الإسلامي، سحب البساط من تحت الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي تعتبره سلطات الرياض تنظيما إرهابيا، وهو التنظيم المعروف بقربه من الإخوان المسلمين وقطر وتركيا.
ويتنافس التنظيمان في كسب شرعية تمثيل المسلمين. وفي الوقت الذي تتخذ فيه رابطة العالم الإسلامي، مواقف قريبة من الأنظمة الحاكمة، يعتبر الاتحاد العام لعلماء المسلمين الذي يرأسه المغربي أحمد الريسوني، مقربا من الإسلاميين المعارضين لأنظمة الحكم في عدد من الدول العربية والإسلامية.
وقبل مؤتمر مكة، قام الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ محمد عبد الكريم عيسى، بتوقيع مذكرة تفاهم مع مؤسسة نداء الضمير الأمريكية التابعة للجنة اليهودية الأميركية، بغية "تعزيز قيم الوئام ومحاربة التطرف".
وأعلن محمد عبد الكريم عيسى عن قيامه بزيارة قريبة إلى معسكر أوشفيتز في بولندا، الذي أباد فيه النازيون اليهود خلال الحرب العالمية الثانية. وأكد أن وفدا من قادة الجالية اليهودية سيزور المملكة العربية السعودية في يناير 2020.