" كل اتصالاتكم في اتجاه المغرب مجانية انطلاقا من ببوكس Bbox ؟ كنتم كثيرين ممن طلب منا ذلك، والآن أصبح الأمر ممكن...". كان هذا ما حمله آخر عرض للفاعل الفرنسي بويغ تليكوم. وهذا العرض موجه للمغاربة القاطنين في فرنسا ولديهم العائلة والأصدقاء في المغرب ...عدا أن في الدعاية لهذا العرض نشر الفاعل الفرنسي خريطة المغرب مبتورة من صحرائه، والحال أن بويغ تليكوم ليس الفاعل الأول الذي يرتكب هذا الخطأ، فقد سبق " لفري Free " و" إس إف إر Sfr " أن قاموا بذلك. وفقد سبق لموقع يا بلادي أن نشر مقالا في هذا الشأن في شهر يناير 2011.
"لستم جيدين في الجغرافيا ! ..."
ولم يتأخر المغاربة في التعبير عن غضبهم من خلال ترك الكثير من التعليقات على الصفحات الرسمية للفاعل الفرنسي على موقعي فيسبوك وتويتر والمطالبة بتصحيح الخريطة.
ويكتب أحد المغاربة "مرحبا، لقد تلقينا الخبر، ولكن أريد أن ألفت انتباهكم إلى أن خريطة المغرب، ينقصها الجزء الجنوبي! المرجو إبلاغ رساميكم..." وتضيف شابة "يمتد المغرب إلى غاية الحدود مع موريتانيا ! لقد كان الاستعمار كافيا لتقسيمه، لا تعيدوا رسم خريطة بلدي... "، ويسخر ثالث،"لستم جيدين في الجغرافيا حسب ما أرى، هذه ليست طريقة احترافية للتعامل... " .
وبدون أي تأخير، أجاب مدير صفحة بويغ تليكوم على هذه الملاحظات موضحا : " لقد تم إرسال ملاحظاتكم لتصحيح خريطة المغرب، هذا خطأ غير مقصود، إني أتفهم شعوركم ولا تنظروا إلى الأمر على أنه رسالة جيوسياسية، سنصحح هذا الخطأ... "
وإلى غاية كتابة هذه الأسطر، لم يتم إدخال أي تغيير على خريطة المغرب منقوصة الصحراء. ولم يثني هذا الأمر بعض المغاربة من الاستمرار في ترك رسالات. فقد كتب مغربي:" أتعهد بالاشتراك معكم بعد تصحيح خريطة المغرب، فهذا مثل رسم خريطة فرنسا بدون ألزاس واللورين ...".
أخطاء مشابهة
ويذكرنا هذا الخطأ الذي ارتكبته بويغ تليكوم بالأخطاء التي كانت ماكدونالد ونوكيا قد ارتكبتها سنة 2010.وفي الواقع كانت سلسلة المطاعم الأمريكية تقدم ضمن قائمة الطعام للأطفال " هابي ميل Happy Meal " وهي لعبة تحتوي على خريطة المغرب مع حدود تتوقف شمال الصحراء. وكانت إدارة ماكدونالد قد قدمت اعتذارها للمستهلكين والمواطنين المغاربة وأمرت بسحب فوري لهذه اللعبة من البيع.
وفيما يخص نوكيا، فقد قام مصنع الهواتف المحمولة بإدخال في نظام تحديد المواقع GPS المدرج في إصداراتها الأخيرة خريطة المغرب منقوصة الصحراء. وقامت بعد ذلك بسحب هذه الطرازات من السوق المغربية.