رغم الأمطار الغزيرة التي شهدها شهر مارس، يُتوقع أن يبقى حصاد القمح في المغرب لعام 2025 دون متوسط السنوات العشر الماضية، وفقا لتقرير حديث صادر عن خدمة الزراعة الخارجية بوزارة الزراعة الأمريكية (USDA FAS).
ورغم أن الإنتاج المتوقع سيكون أعلى قليلا من المستويات التي تأثرت بالجفاف في عام 2024، فإن الظروف الحارة والجافة التي سادت بداية موسم النمو، بالإضافة إلى تقليص المساحات المزروعة، ستؤثر سلبا على الإنتاج الإجمالي للقمح.
وأوضح التقرير أن "المحاصيل التي زُرعت في وقت مبكر من الموسم تبدو أضعف بشكل ملحوظ ومن المتوقع أن تنتج أقل بكثير من المتوسط، بسبب الظروف الجافة التي استمرت من دجنبر إلى فبراير". ومع ذلك، فإن المحاصيل التي زُرعت في وقت لاحق من الموسم "تبدو أكثر وعدا" بفضل تحسن رطوبة التربة بعد الأمطار الغزيرة في مارس.
ويقدر التقرير، الذي صدر في 31 مارس، إنتاج القمح في المغرب لعام 2025/26 بـ 1.7 مليون طن متري من القمح الطري، و1.1 مليون طن متري من القمح الصلب، و700 ألف طن متري من الشعير. ورغم أن هذه الأرقام أعلى قليلا من موسم 2024/25، إلا أنها تظل أقل من متوسط السنوات العشر الماضية.
ولتلبية الطلب المحلي والحفاظ على مستويات المخزون، من المتوقع أن يستورد المغرب 7.3 مليون طن متري من القمح و0.9 مليون طن متري من الشعير للسنة التسويقية 2025/26. تأتي توقعات وزارة الزراعة الأمريكية بعد زيارات ميدانية في مارس 2025، التي أكدت نموا أقل من المتوسط في محاصيل القمح والشعير في المغرب، خاصة في المناطق الجنوبية من مراكش-تانسيفت-الحوز وسوس-ماسة.
ولطالما اعتمد المغرب تقليديا على فرنسا في استيراد القمح، لكنه وسع قاعدة مورديه في 2024/25 لتشمل ألمانيا وكندا وروسيا ورومانيا وبولندا. وبرزت روسيا بشكل خاص كمورد مهم، حيث بلغت واردات القمح المغربية من روسيا 960,137 طنا متريا بين 1 يونيو و30 دجنبر2024، بزيادة قدرها 278% مقارنة بنفس الفترة في 2023.
وتحدث التقرير عن إلغاء احتفالات عيد الأضحى نتيجة للسنوات المتتالية من الجفاف، وهو قرار سيؤثر بشكل ملحوظ على واردات الشعير واستهلاك العلف. يُستخدم الشعير بشكل أساسي كعلف للحيوانات، ومن المتوقع أن يشهد في السنة التسويقية 2025/26 انخفاضا كبيرا، وذلك بسبب التقليص الملحوظ في أعداد الثروة الحيوانية في المغرب.
وتشير التوقعات الحالية إلى انخفاض بنحو 42% في استهلاك العلف مقارنة بالعام السابق، في ارتباط مع التأثير المستمر لعدة سنوات من الجفاف. ومن المتوقع أن يصل الاستهلاك الإجمالي للشعير إلى 1.6 مليون طن متري، مع بقاء الاستخدام الصناعي للشعير مستقرا نسبيا.