كشف استطلاع للرأي أجراه مشروع البحوث الإفريقي المستقل "أفرو بارومتر"، حول الهجرة في 34 بلدا إفريقيا، ونشر يوم الثلاثاء الماضي، عن استعداد فئة كبيرة من الشباب الإفريقي إلى مغادرة بلدهم، والهجرة إلى أوروبا.
وأفاد الاستطلاع الذي اعتمد على مقابلات مباشرة، أن 23 في المائة من الشباب المغاربة الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 سنة يفكرون كثيرا في الهجرة، مقارنة بـ13 في المائة من الشباب الذين يقولون إنهم يفكرون "إلى حد ما" في الهجرة، و21 في المائة الذين "يفكرون قليلا" في ترك بلدهم، و43 في المائة الذين يقولون إنهم لا يفكرون في الأمر نهائيا.
أما بالنسبة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 26 و35 سنة، فإن 56 في المائة منهم "لا يفكرون" في الهجرة، مقابل 16 في المائة "يفكرون كثيرا" في الهجرة. ويظهر المؤشر أن النسب المئوية تتغير كلما تغيرت الفئة العمرية.
ويظهر المؤشر عموما أن 13 في المائة من المغاربة، "يفكرون كثيرا" في الهجرة، علما أن المتوسط في البلدان الإفريقية التي شملتها الدراسة والبالغ عددها 34 دولة يصل إلى 18 في المائة. فيما يفكر 23 في المائة من المغاربة في الهجرة "قليلا"، مقابل 28 في المائة من متوسط مجموع الدول الإفريقية.
فيما لا يفكر 64 في المائة من مجموع الفئات السنية في المغرب "نهائيا" في الهجرة، وهو معدل قريب من معدل مجموع الدول الإفريقية التي شملتها الدراسة والذي يصل إلى 63 في المائة.
وبحسب التقرير فقد أكد 3 في المائة من المغاربة أنه يعدون للهجرة، فيما قال 7 في المائة إنهم عازمون على الهجرة في ظرف سنة أو سنتين.
وبخصوص الوجهات المفضلة، فإن القارة الأوروبية تمثل الوجهة الأكثر جاذبية بالنسبة لـ 68 في المائة من المغاربة، و58 في المائة من التونسيين، فيما يفضل 15 في المائة من المغاربة الهجرة إلى أمريكا الشمالية، و14 في المائة يفضلون بلدانا أخرى.
وتختلف هذه النسب بحسب الدول، وخاصة بين شمال القارة ووسطها وجنوبها، إذ أكد التقرير أن 30 في المائة من سكان دولة إفريقيا الوسطى مثلا يفضلون الهجرة داخل القارة الإفريقية.
وأوضح التقرير أن 53 في المائة من المغاربة، الذين يفكرون في الهجرة دافعهم الرئيسي هو "البحث عن عمل"، فيما أرجع 13 في المائة هذه الرغبة إلى الفقر والصعوبات المادية، و10 في المائة برروا ذلك برغبتهم في مواصلة دراستهم.
ويشير الاستطلاع أيضا إلى أن 23 في المائة من المغاربة يعتمدون على التحويلات المالية من ذويهم بالخارج، فيما قال 15 في المائة من المستجوبين أن لديهم أحد أفراد أسترتهم في الخارج. ويعتقد 47 في المائة من المغاربة أنه ينبغي تقييد التنقل عبر الحدود، فيما يرى 40 في المائة، أن تنقل الأفراد يجب أن يكون حرا.
ويعتقد 47 في المائة من المغاربة أن عبور الحدود الدولية لا يزال صعبا أو صعبا للغاية، فيما يعتقد 9 في المائة، أن عبورها سهل أو سهل للغاية.
وخلص المسح إلى أن "الشباب والمتعلمين أكثر عرضة للتفكير في الهجرة"، وخلص باحثو معهد البحوث الإفريقي أفرو باروميتر أن أكثر من ثلث الأفارقة يفكرون في الهجرة، "حوالي نصفهم من الشباب، والمعلمين تعليما عاليا".
وجاء في الدراسة "في المعدل، إفريقي من أصل خمسة، أكد أنه يفكر كثيرا في الهجرة، و 3 في المائة أكدوا أنهم شرعوا في التحضير للمغادرة، كالحصول على تأشيرة مثلا".
ويكشف هذا التقرير أنه "لا أوروبا ولا أمريكا الشمالية، تشكلان الوجهة الأكثر شعبية بالنسبة للمهاجرين، ولكن هؤلاء يفضلون التوجه إلى بلد إفريقي آخر، مدفوعين بالرغبة في العمل والبحث عن فرص اقتصادية".
وأوضح معهد البحوث الإفريقي، أن هامش الخطأ في هذا الاستطلاع يتراوح بين +/-2 في المائة إلى +/-3 في المائة، فيما يصل مستوى الثقة في النتائج إلى 95 في المائة.