أفادت مجلة "فوكوس" الالكترونية الألمانية اليوم الجمعة 22 فبراير الجاري، بأن السلطات الألمانية قامت بترحيل شريك مقرب من أنيس العمري، منفد هجوم الدهس الذي وقع في سوق عيد الميلاد في دجنبر من سنة 2016 في برلين، وذلك من أجل إخفاء تورطه في الهجوم.
وأوضحت المجلة أن هذا الشريك من المحتمل أنه كان عميلا للمخابرات المغربية يدعى بلال بن عمار و تقرر ترحيله من ألمانيا إلى تونس عن طريق فرانكفورت بعد مرور تسعة ايام فقط من وقوع الحادث وذلك بأمر سياسي.
وأشار المصدر نفسه إلى أنه بعد وصوله إلى تونس، تم التحقيق معه من قبل السلطات التونسية التي أخذت منه جواز سفره قبل أن تطلق سراحه.
من جانبه أكد موقع "دوتشه فيله'' الألماني أن بن عمار التقى العمري يوم الهجوم الإرهابي، حسب ما تبين من خلال شريط فيديو سجلته كاميرا مراقبة، يظهر كيف نزل العمري من شاحنة الدهس هاربا من مكان الجريمة، و لمح رجل بملامح بن عمار قام بضرب رجل بأداة من خشب على رأسه، من أجل إخلاء الطريق ومساعدة العمري على الهرب، مشيرا إلى أن الضحية لا يزال في غيبوبة إلى اليوم.
وسبق للمخابرات المغربية أن حذرت السلطات الأمنية الألمانية من تشدد أنيس العمري وبخططه الإرهابية.
وتعليقا على الموضوع، قالت النائبة عن حزب اليسار في البرلمان الألماني مارتينا رينر، "في حال معرفة أجهزة الأمن الألمانية بتجسس بن عمار لصالح أجهزة مخابرات أجنبية، فإن هذا دليل آخر على الوضع الكارثي لأجهزة الأمن الداخلية الألمانية".
وبدوره قال كونستانتين فون نوتس، نائب رئيس فريق حزب الخضر "حالة بلال وعام من التحقيق أظهرت أن الائتلاف الحكومي غير مهتم بتسليط الضوء (على هذه القضية) ويستدعي شهودا دون أهمية".
وأوضح كونستانتين فون نوتس "يبدو أن لبلال بن عمار دورا بارزا في قضية أنيس العمري، وبالتالي في هجوم برايتشايدبلاتس في برلين" و أضاف "إنه لأمر مزعج أن يتم ترحيله قبل التحقيق في أكبر هجوم سلفي في ألمانيا".
من جهة أخرى، طالب فريق الخضر في ''بوندستاغ'' الاستماع لابن عمار في إطار لجنة التحقيق البرلمانية بهذا الشأن.
من جانبه، أعلن وزير الداخلية الألمانية هورست زيهوفر أنه سيجرى مراجعة إجراءات ترحيل بلال بهذه الطريقة، فيما قالت متحدثة باسم وزارة الداخلية اليوم الجمعة "الوزير زيهوفر علم بالمطلب صباح اليوم"، موضحة أنه أمر بمراجعة ملابسات الترحيل''.
ويذكر أن هجوم برلين أسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة 48 آخرين، فيما لقي منفذه أنيس العمري، مصرعه بعد فراره إلى إيطاليا رميا بالرصاص.