حذر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة، يوم أمس في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الذي انعقد بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وضم مسؤولين من 79 دولة تقاتل إلى جانب الولايات المتحدة التنظيم في سوريا والعراق، (حذر) من أن تهديدات هذه المجموعات الجهادية لا تزال قائمة في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم بسبب المرونة التي يتمتع بها مقاتلوها ومناصروها الذين يقدر عددهم في مناطق النزاع بحوالي 20 ألف.
كما حذر من ظهور "نسخ" شبيهة لداعش، من خلال مجموعات موالية في أزيد من 25 دولة حول العالم، ينشط 12 منها في شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء، وكذا من القدرات المعززة للمجموعات الموالية بسبب لجوئهم الى تنويع مصادر دخلهم وإعادة نشر مقاتليهم.
وأوضح، في هذا السياق، أن تنظيم "داعش" تمكن من التخطيط لهجمات وتنفيذها في جميع أنحاء العالم، 286 منها في سنة 2017 لوحدها، بما في ذلك استخدام الإنترنت، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
من جانب آخر أكد بوريطة أنه "يتعين أن تكون إفريقيا حاضرة ضمن أجندة التحالف الدولي وإحدى الأولويات التي يشتغل عليها".
وأوضح أن من بين التحديات المطروحة، محاولة تنظيم "داعش" التمركز في إفريقيا، مشيرا الى أن المغرب احتضن في اطار التحالف الدولي لمحاربة "داعش" في شهر يونيو من السنة الماضية اجتماعا خصص لإفريقيا وبحث كيفية عمل التحالف داخل القارة، "حيث اتضح أن هناك حاجة لدعم الدول الإفريقية لتعزيز قدراتها على حماية الحدود وتقوية دورها في مواجهة الأخطار الإرهابية وتعزيز إمكانياتها لضبط الوثائق المزورة...".
وأتت تحذيرات بوريطة بشأن العودة المحتملة لتنظيم داعش، مخالفة للتفاؤل الذي عبر عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في افتتاح الاجتماع حيث قال إنه يتوقع الإعلان رسمياً، الأسبوع المقبل "على أقرب تقدير"، عن أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قد استعاد السيطرة على كل الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة.
وقال ترامب، يوم الأربعاء: "لم تعد لهم أراض، إنه عامل كبير"، مكرراً: "لم تعد لهم أراض"، وفق ما نشرته وكالة رويترز.
يذكر أن قرار ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا أثار بعض الانتقادات في الداخل من مشرعين جمهوريين وديمقراطيين يخشون من استعادة تنظيم الدولة الإسلامية قوته، بعدما تراجع كثيرا خلال الأشهر الماضية.