أفاد بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي يوم أمس الثلاثاء، بأن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، أجرى مباحثات هاتفية مع خوان غوايدو، رئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية (البرلمان) التي تعتبر المؤسسة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة، بطلب من هذا الأخير.
وأكد البلاغ أن بوريطة أعرب، خلال هذه المباحثات، لمخاطبه عن كامل الاهتمام الذي تتابع به المملكة المغربية التطورات الجارية في فنزويلا. كما أعرب الوزير المغربي لغوايدو الذي يقود المعارضة الفنزويلية عن دعم المملكة المغربية لكل التدابير المتخذة من أجل الاستجابة للتطلعات الشرعية للشعب الفنزويلي للديمقراطية والتغيير.
من جانبه أكد خوان غوايدو، خلال هذه المباحثات، إرادته لاستئناف، وعلى أسس سليمة وواضحة، علاقات التعاون بين المغرب وفنزويلا، ورفع المعيقات التي حالت دون تطورها.
في السياق ذاته، أعرب مانويل أفيندانيو، المستشار في الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية الفنزويلية، أن فنزويلا تعتزم إعادة النظر في اعترافها بالجمهورية الصحراوية المزعومة في ظل حكومة رئيس فنزويلا بالنيابة، خوان غوايدو.
وقال أفيندانيو، أمس الثلاثاء بكراكاس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "فنزويلا تعتزم إعادة النظر في اعترافها بالجمهورية الصحراوية في ظل حكومة غوايدو"، مشيرا إلى أن الاعتراف بالجمهورية المزعومة ارتبط أكثر بإيديولوجيات اليسار، مثل نظام نيكولاس مادورو.
وأضاف أن "الاعتراف بالجمهورية الصحراوية ارتبط أكثر بالقضايا الإيديولوجية لليسار، بدلا من السعي الحقيقي للتوصل إلى حل سلمي وسياسي للنزاع حول الصحراء".
وأشار المسؤول الفنزويلي، إلى أن أولوية حكومة غوايدو تتمثل في إعادة إرساء العلاقات مع المغرب، بالنظر إلى القواسم المشتركة والتاريخ المشترك بين البلدين.
وتابع أفيندانيو "نحن نريد حلا سلميا لهذا النزاع الإقليمي (...) نحن نؤيد أي مسار يسير في هذا الاتجاه في إطار الأمم المتحدة"، مؤكدا رغبة حكومة غوايدو إقامة علاقات "مفتوحة" و "وموسعة" و "قوية" مع المملكة.
وسبق للمغرب أن قرر في سنة 2009، إغلاق سفارته في العاصمة الفنزويلية كاراكاس ونقلها إلى جمهورية الدومينيكان، وذلك بسبب ما وصفته المملكة في حينه بـ"العداء المتصاعد للسلطات الفنزويلية إزاء قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية، والى إجراءات التأييد التي اتخذتها حكومة هذا البلد لفائدة الجمهورية الصحراوية المزعومة".
ومع خلافة مادورو سنة 2013 للراحل هيغو تشافيز في حكم البلاد، تدهورت العلاقات بين البلدين بشكل كبير، ووصل الأمر إلى حد تبادل الاتهامات في اجتماعات الأمم المتحدة بنيويورك بين سفراء البلدين.
ودخلت فنزويلا التي تعاني من ركود اقتصادي غير مسبوق، في توتر متصاعد منذ 23 يناير الجاري، إثر إعلان غوايدو، رئيس البرلمان الفنزويلي نفسه رئيسا مؤقتا بدلا من نيكولاس مادورو إلى حين إجراء انتخابات جديدة.
وبعد ذلك اعترف به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتبعته دول بينها كندا وكولومبيا وبيرو والإكوادور وباراغواي والبرازيل وشيلي وبنما والأرجنتين وكوستاريكا وغواتيمالا وبريطانيا وإسبانيا وفرنسا...
في المقابل اختارت دول أخرى مثل روسيا وتركيا والمكسيك وبوليفيا، الوقوف إلى جانب مادورو، الذي أدى يوم 10 يناير الجاري اليمين الدستورية رئيسًا لفترة جديدة من 6 سنوات.