في أول رد للأمم المتحدة على الرسالتين اللتين وجههما عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، إلى مجلس الأمن وأمين عام الأمم المتحدة، بخصوص "انتهاكات" جبهة البوليساريو في المنطقة العازلة بالكركرات، وكذلك شرق منظومة الدفاع في الصحراء، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، يوم أمس إن بعثة المينورسو لم تلاحظ أي شيء يرقى إلى مستوى الانتهاك.
وقال دوجاريك في المؤتمر الصحافي اليومي بمقر الأمم المتحدة بنيويورك "يمكنني أن أؤكد أننا تلقينا رسالة من المغرب يدعون فيها وقوع انتهاكات لوقف إطلاق النار والاتفاقات ذات الصلة في الصحراء الغربية".
وواصل حديثه قائلا "كما تعلمون، هناك إجراء ثابت لتقييم مثل هذه الادعاءات من قبل أي من الطرفين تقوم به بعثة الأمم المتحدة في الميدان، استنادا إلى وظائف الرصد والمراقبة المحايدة لزملائنا في الصحراء الغربية".
وأضاف "بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، حاضرة في كل من هذه الحوادث المزعومة ولم تلاحظ أي شيء يرقى إلى مستوى الانتهاك بموجب شروط الاتفاقات المعمول بها".
وأكد المتحدث الأممي أنه يتم الإبلاغ عن "الحوادث أو القضايا التي يتم تحديدها على أنها انتهاكات للاتفاقيات السارية مع الأطراف لاتخاذ إجراءات فورية".
وأضاف أن هذه العملية فعالة في "الحفاظ على وقف إطلاق النار منذ توقيعه". وتابع أنه يتم "إبلاغ مجلس الأمن بهذه الانتهاكات كجزء من إجراءات الإبلاغ العادية للبعثة".
ويعيد تعليق ستيفان دوجاريك، إلى الأذهان تعليقا مماثلا له يوم 2 أبريل 2018، على تحذيرات المغرب بعد توغل عناصر من ميليشيا البوليساريو في المنطقة العازلة، حين قال "لم يلاحظ زملاؤنا في بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) أي تحرك للعناصر العسكرية في الإقليم الشمالي الشرقي. وتواصل البعثة رصد الحالة عن كثب".
آنذاك لم يرق هذا التعليق المغرب، وهو ما جعل المتحدث الأممي يتراجع عن تصريحه في اليوم الموالي، حيث قال "الأمم المتحدة غير منحازة. والبعثة الاممية (المينورسو) تقوم بتبليغ ما تسجله. إن المنطقة التي يتعين عليهم تغطيتها جد شاسعة، وهم ينتقلون ويبلغون عما يعاينونه".
يذكر أنه يوم الخميس ، 10 يناير الجاري، وجه السفير، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، رسالتين إلى مجلس الأمن وأمين عام الأمم المتحدة، لاطلاعهما على "انتهاكات واستفزازات البوليساريو" في المنطقة العازلة بالكركرات، وكذلك شرق منظومة الدفاع في الصحراء.
وحذر الدبلوماسي المغربي، الأمين العام ومجلس الأمن بأن المملكة المغربية من أنه "لا يمكن أن تتسامح مع تكرار هذه الاستفزازات التي تهدد بشكل خطير السلم والأمن الإقليميين وتعيق جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي، وتدعوهما، إلى جانب بعثة المينورسو، إلى إدانة هذه الانتهاكات ومطالبة البوليساريو بالكف عنها فورا وتنفيذ التزاماتها، واحترام قرارات مجلس الأمن".