لازال اعتقال مواطن سويسري يحمل الجنسية الإسبانية، على خلفية العمل الإرهابي الذي استهدف سائحتين اسكندنافيتين، بمنطقة إمليل ضواحي مدينة مراكش يوم 17 دجنبر الماضي، يحظى باهتمام وسائل الإعلام الإسبانية.
وخصصت يومية إلموندو الشهيرة في إسبانيا، مقالا مطولا للحديث عن السويسري كيفن زولير جيرفوس، الذي يحمل الجنسية الإسبانية، حيث التقت والدته وعددا من أصدقائه الذين تحدثوا عن طفولته وفترة مراهقته، قبل أن يعتنق الإسلام ويقرر التوجه إلى المغرب للاستقرار فيه.
وأوضحت أمه التي تدعى خيما، وهي إسبانية تعيش في جنيف منذ سنوات طويلة، أنها انتقلت إلى سويسرا رفقة والدها، عندما كان سنها لا يتجاوز 11 سنة، لتتزوج بعد ذلك من مواطن سويسري.
ويبلغ عمر كيفن الذي ولد في مدينة تقع في كانتون جنيف في سويسرا، 25 سنة، وقام بتغيير اسمه بعد اعتناقه الدين الإسلامي ليصير "عبد الله".
وسبق للسلطات الأمنية المغربية، أن أكدت أن هذا المواطن السويسري الإسباني شارك في عدة اجتماعات سرية مع أعضاء من الخلية المفككة المتورطة في جريمة إمليل، وأنه "غير متورط بشكل مباشر في اغتيال الطالبتين، لكنه كان يعرف منفذي الجريمة، وشاهدوا معا أشرطة لداعش، كما كان على اتصال مع أحد عناصر داعش في سوريا عبر رسائل تلغرام".
وتؤكد السلطات المغربية أنه كان يخطط، مع الأعضاء الآخرين في الخلية التي تم تفكيكها، للقيام بأعمال على الأراضي المغربية تستهدف الأجهزة الأمنية أو السياح، مشيرة إلى أنه قام بدفع بعض الأعضاء إلى التدرب على إطلاق النار بخراطيش فارغة بإحدى الحقول وكذا تجنيد أفراد من جنوب الصحراء كان ينوي الانضمام معهم إلى فروع داعش في شمال مالي.
ونقل موقع إلموندو عن أحد المحققين في القضية، قوله "نحن ننظر إلى صلاته بالخلايا في المغرب وإسبانيا. نعتقد أنه كان يقوم أيضا بتدريب متطرفين على تنفيذ هجمات ضد أشخاص من جنسيات أخرى في أوروبا".
غير أن والدته نفت في تصريح للصحيفة الإسبانية أن يكون ابنها حاملا للفكر المتطرف وقالت "كل ما يقال هو كذبة" وواصلت "شاب كانت لديه مراهقة سيئة، فقد أبوه في سنة الخامسة عشرة. كان يدخن الكثير من الممنوعات، ويحرق السيارات، ويتورط في عمليات السطو، وعندما اعتقل وأودع في مركز للقاصرين، منح الاختيار بين قراءة الإنجيل أو القرآن، فاختار قراءة القرآن".
وواصلت "أنه بفضل هذا الكتاب أدرك كل أخطائه، اعتنق الإسلام وكان يصلي كل يوم طالبا الصفح عما ارتكبه. بدأ يرتاد المسجد كثيرا، لكنني لم ألاحظ أي شيء غريب أبدا".
وبحسب أحد أصدقائه، ففي سنة 2011 عندما كان كيفن يبلغ من العمر 17 سنة، "كان يعتقد أنه مسكون من قبل شياطين، وأن هذه الشياطين توسوس له بما يجب فعله، ولكن بفضل القرآن تمكن من التخلص منهم".
قصة "الشياطين" هاته جعلت الدولة السويسرية تدفع له معاشا، عندما بلغ سن الرشد، وذلك بعد تأكدها من معاناته من مشاكل نفسية. وعندما انتقل كيفن للعيش في مدينة مراكش، احتفظ بمعاشه، وتوضح أمه أنه أخبرها "أنه ذاهب إلى المغرب ليتزوج بما أسماها امرأة نظيفة [عذراء]، وقبل عام وجدها، والآن لديهما ابن".
وبحسبها فإن زوجة كيفن هي التي أخبرتها بأن ابنها هو الذي اعتقلته السلطات المغربية، على خلفية مقتل السائحتين الاسكندنافيتين، وواصلت "من المستحيل ذلك، جاء كيفن وزوجته وحفيدي في 15 دجنبر إلى جنيف وبقوا إلى حدود 19 من الشهر ذاته. أرادوا تجديد بعض الأوراق بسرعة حتى تتمكن زوجته من الاستمرار في القدوم إلى أوروبا والعودة إلى المغرب. والجريمة وقعت يوم 17 دجنبر".
وواصلت الأم سرد روايتها، وعلقت على إحدى الصور التي تظهر ابنها باللحية وقالت "لم يكن لدى ابني لحية، ومن المستحيل أن تنمو لحيته في غضون أيام قليلة من مغادرته لسويسرا، قال لي إن لديه خطط للمستقبل، وأنه وفر 6 آلاف فرنك سويسري لشراء منزل".
ويوم الخميس الماضي، أعلن الوكيل العام للملك عن إحالة سبعة أشخاص آخرين من بينهم المواطن السويسري على قاضي التحقيق بموجب ملتمس إضافي، يرمي إلى التحقيق معهم حول أفعال إرهابية. وأوضح الوكيل العام للملك في بلاغ له، أن من بين هذه الأفعال جرائم تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية وتقديم المساعدة عمدا لمن يرتكب أفعالا إرهابية وتدريب أشخاص من أجل الالتحاق بتنظيم إرهابي.
ومباشرة بعد اعتقاله في المغرب، قامت الشرطة السويسرية بنشر معلومات عن ماضيه، بين عامي 2007 و 2013، متحدثة عن تورطه في جرائم عنف زوجي، ومحاولات للسطو المسلح على متاجر مجوهرات، من أجل إرسال الأموال إلى داعش، غير أن أمه نفت ذلك مؤكدة أنه "ليس لديه أصدقاء مسلمون هنا حتى يسرق متجرا للمجوهرات ويسلم الأموال لداعش، وأخبرتني زوجته أنه عندما اقتحمت الشرطة منزله، عثرت على بعض الكتب العادية التي كان يقرأها"، وأضافت أن السلطات السويسرية "لم تعثر هنا على أي شيء".
ووفقا لوسائل إعلام سويسرية فقد غادر كليفن سويسرا، بعد أن علمت الشرطة أنه كان متطرفا، وأنه على علاقة بمواطن سويسري من أصل مغربي انضم إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
وبحسب ما يحكي أحد أصدقاء المواطن السويسري لليومية الإسبانية فإنه "كان دائما يقع في المشاكل، ويرجع ذلك أساسا إلى تعاطيه للمخدرت، وكان مشجعا لفريق سيرفيت لكرة القدم، وكان دائما يدخل في شجارات، كما كانت لديه الكثير من المشاكل في المنزل". وقال صديق آخر له "لم يكن أي أحد منا يعرف أي شيء عنه عندما غادر قبل أربع سنوات".