بدت بصمة جون بولتون واضحة في برنامج شهر يناير لمجلس الأمن الدولي، حيث سيناقش أعضاء المجلس الخمسة عشر، موضوع بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام المنتشرة في العديد من مناطق النزاع في العالم.
فخلال 29 يناير، سيكون المجلس على موعد مع مناقشة دور بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية، المعروفة اختصارا بالمينورسو.
وقبل ذلك سيناقش المجلس دور العديد من بعثات السلام الأممية الأخرى. فاليوم الخميس 3 يناير، سيتم تقديم إحاطة، تليها مشاورات حول بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال. وفي 8 يناير، سيتم مناقشة بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وبعد يومين من ذلك، ستتم مناقشة مهام مكتب الأمم المتحدة لغرب إفريقيا والساحل، الذي يتخذ من العاصمة السينغالية دكار مقرا له، والذي يلعب دورا وقائيا من الصراعات في المنطقة، المعروفة بالانتشار الكبير للجماعات المتطرفة.
وفي 16 يناير، سيناقش أعضاء مجلس الأمن الدولي بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي، المعروفة اختصارا بإيسوفو، وفي اليوم الموالي سيناقش المجلس الأممي موضوع قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص، علما أن هذه الأخيرة تعد من بين أقدم البعثات الأممية في العالم، حيث توجد في المنطقة منذ سنة 1964، وهي القوة التي انتقدتها الإدارة الأمريكية بشدة، إلى جانب بعثة المينورسو.
وفي 18 يناير سيناقش مجلس الأمن الدولي، موضوع بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، المعروفة اختصارا باسم "أونسميل"، التي تأسست سنة 2011.
مشاورات حول بعثة المينورسو
ووفقا لجدول الأعمال الذي تم نشره يوم الأربعاء الماضي، فإن المجلس سيجري "مشاورات" فقط، حول بعثة المينورسو ولن تشهد الجلسة تقديم "إحاطة"، على غرار ما سيتم مع البعثات الأممية الأخرى لحفظ السلام.
وتأتي مناقشة مهام بعثات السلام الأممية، نتيجة الضغوط التي تمارسها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، داخل أروقة الأمم المتحدة. فيوم 29 غشت الماضي قال رودني هنتر المنسق السياسي لبعثة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي، إن بلاده لا تستطيع تحت أي ظرف من الظروف، الاستمرار في دعم بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام التي توجد في مناطق النزاع لعشرات السنين دون تحقيق أي تقدم على أرض الواقع.
وأضاف الدبلوماسي الأمريكي أن هذه البعثات "تدعم الوصول إلى حلول سياسية، ولكنها في واقع الأمر تعمل على إدامة الوضع القائم".
وأشار في كلمته إلى بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية، المتواجدة بالصحراء منذ سنة 1991، و قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص التي أنشئت سنة 1964 لوقف القتال بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأترك.
ويوم 22 دجنبر قالت ممثلة الولايات المتحدة في إدارة وإصلاح الأمم المتحدة في الجمعية العامة شيريث نورمان شاليت، إن "الولايات تعتقد بشكل راسخ أنه لا ينبغي لأي دولة عضو أن تدفع أكثر من ربع ميزانية المنظمة".
وتساهم الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الحالي بـ28 بالمئة من الميزانية السنوية لعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام (6,6 مليارت دولار). لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في شهر شتنبر أن بلاده لن تساهم بأكثر من 25 بالمئة ما يسبب نقصا بقيمة 220 مليون دولار في هذه الميزانية.
وأضافت المسؤولة الأمريكية أن "عدم التوصل إلى اتفاق على سقف 25 في المائة سيُضطر المنظمة لمواجهة عجز نسبته 3 في المئة في موازنة حفظ السلام، لأن الولايات المتحدة لن تدفع أكثر من 25 في المئة منها".