بعد مرور أسبوع تقريبا على اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، بوزير خارجية كوسوفو بهجت باكولي، في نيويورك على هامش الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، عادت وكالة سبوتنيك الروسية الحكومية إلى التطرق للاجتماع.
ففي مقال نشر يوم أمس الإثنين، تحدثت الوكالة عن "الخطأ" الذي وقع فيه سعد الدين العثماني، مشيرة إلى أنه "لم يكن ينبغي له أن يفعل ذلك"، وذهبت إلى حد القول إنه من خلال هذا الاجتماع "المغرب فاجأ الروس والصرب بشكل غير مباشر".
وسبق لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، أن زار في منتصف شهر شتنبر الماضي صربيا وأجرى محادثات مع نظيره إيفيكا داديتش وكذا رئيس الجمهورية أليكسندار فوسيتش.
وتضيف سبوتنيك أن مسؤولي البلدين اتفقا آنذاك على "عدم إثارة المشاكل الانفصالية، جمهورية كوسوفو من جهة، والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية من جهة ثانية".
وقدمت الوكالة الروسية تفسير سعد الدين العثماني، للقائه مع بهجت باكولي، لكنها في المقابل بدت حريصة على إبراز الموقف الروسي من نزاع الصحراء الغربية.
وكان العثماني قد رد في تغريدة على تويتر قال فيها إنه "خلال استراحة شاي ببهو المقر، ودون موعد محدد سلفا، التحق بي مسؤول من كوسوفو يشارك في أشغال الجمعية العامة".
وتابع "وأثناء هذا اللقاء العابر، جددت التأكيد على أنه لم يطرأ أي تغيير على موقف المغرب بخصوص سياسته وعلاقاته مع دول البلقان".
وترى الوكالة أن المغرب يحتاج في هذا الوقت بالضبط إلى "الحياد الإيجابي لروسيا (...) لمجموعة من الأسباب (...) ففي شهر مارس الماضي تم تعيين جون بولتون مستشارا للأمن القومي في البيت الأبيض، وهي إشارة غير مطمئنة للرباط".
كما تحدث سبوتنيك عن السؤال الشفوي الذي تقدم به النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي، لوزير الخارجية المغربي، حول تأثير اللقاء الذي جمع العثماني بباكولي، على العلاقات الخارجية للمملكة.
ومعلوم أن وكالة سبوتنيك تم إطلاقها بواسطة وكالة رسيا سيفودنيا والتي تملكها الحكومة الروسية بالكامل والتي أنشئت بالمرسوم الرئاسي لرئيس روسيا الاتحادية في 9 ديسمبر 2013. لذلك فإن نشر مقالات من هذا النوع يحمل في طياته عدة رسائل للمغرب.
ورغم ذلك، لم يمنع لقاء العثماني برئيس الدبلوماسية الروسية، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة، من الاجتماع بنظيره الروسي سيرغي لافاروف في نيويورك، حيث دعاه للقيام بزيارة إلى الرباط وهو ما وافق عليه لافاروف. وتميز اللقاء بحضور مدير الإدارة العامة للدراسات والمستندات ياسين المنصوري.
يذكر أن إقليم كوسوفو أعلن في فبراير من سنة 2008 من جانب واحد انفصاله عن صربيا، وهو ما رفضته بلغراد. وفي الوقت الذي تعترف فيه كل من الولايات المتحدة وعدد من دول الاتحاد الأوروبي وكذا العديد من الدول العربية من قبل السعودية والبحرين واليمن والإمارات، فإن روسيا ترفض ذلك بشدة.
كما أن المغرب لا يتعرف بجمهورية كوسوفو، تجنبا لإقدام صربيا على خطوة مماثلة والاعتراف بـ"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، علما أنه سبق ليوغوسلافيا التي كانت تتشكل من اتحاد بين كل من صربيا، وكرواتيا، وسلوفينيا، والبوسنة والهرسك، والجبل الأسود وجمهورية مقدونيا، أن اعترفت بـ"جمهورية" البوليساريو" في سنة 1984، لكن صربيا اتخذت موقفا حياديا من نزاع الصحراء.