القائمة

أخبار

قضية الصحراء: خلافات بين قيادة جبهة البوليساريو وانفصاليي الداخل بسبب زيارة بعثة هيومن رايتس ووتش

خلقت الزيارة التي قام بها وفد تابع لمنظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الدولية، خلافات بين قيادة جبهة البوليساريو في مخيمات تندوف، وبعض انفصالي الداخل الذين تمردوا على أوامر بعض رموز الجبهة الانفصالية.

نشر
من لقاء جمعية الكوديسا مع وفد منظمة هيومن رايتس ووتش
مدة القراءة: 3'

زارت بعثة تابعة لمنظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الدولية خلال الفترة الممتدة من 28 إلى 31 غشت الماضي، مدينة العيون، وتكونت هذه البعثة من أحمد رضا بنشمسي مدير التواصل والمرافعة بقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفيروز اليوسفي ممثلة المنظمة بالمغرب.

وخلفت هذه الزيارة موجة خلافات حادة بين قيادة جبهة البوليساريو وبعض انفصاليي الداخل، ففي الوقت الذي طالب فيه انفصاليو تندوف بعدم الاجتماع بالوفد لعدم استشارة جبهة البوليساريو قبل قدومه للصحراء والاكتفاء بالحصول على ترخيص من المغرب، طالب بعض انفصاليي الداخل بعدم ترك الفرصة تمر دون إبلاغ وجهة نظرهم للمنظمة الحقوقية الدولية.

ووجه القيادي في الجبهة الانفصالية البشير مصطفى السيد "تهديدا ضمنيا للمنظمات الحقوقية" التي التقت بوفد هيومن رايتس ووتش، في تسجيل صوتي بحسب ما ذكر موقع "المستقبل الصحراوي" المقرب من جبهة البوليساريو.

وطالب القيادي الانفصالي بالانضباط لما يتم تقريره في تندوف، مضيفا أن جبهة البوليساريو هي "الفيصل وهي الحكم".

وهاجم الموقع الانفصالي المقرب من وزير "الدفاع السابق" في البوليساريو محمد لمين ولد البهالي الخصم اللذوذ لابراهيم غالي، (هاجم) البشير مصطفى السيد، واتهمه بالترويج لخطاب "متناقض"، مضيفا أن "تسجيل الوزير يفهم منه بأنها بداية جديدة للتعامل بعقلية السبعينات مع نشطاء الارض المحتلة، وهي العقلية التي كانت كارثية على سمعة القضية الصحراوية لدى المنظمات الحقوقية الدولية حيث لازالت منظمة العفو الدولية (...) تطالب جبهة البوليساريو بضرورة محاسبة المسؤولين عن إرتكاب إنتهاكات لحقوق الانسان خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين في مخيمات اللاجئين الصحراويين".

موقف جبهة البوليساريو أثار أيضا غضب سيد أحمد اليداسي رئيس منظمة عدالة التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها، والمعروفة بدفاعها عن أطروحة جبهة البوليساريو، حيث طالب بدعم عمل منظمة هيومن رايتس ووتش في الصحراء باعتبارها " منظمة محترمة و تنوي التحقيق بشكل موثوق في إنتهاكات حقوق الانسان و الاعمال غير القانونية".

ورد عليه مولود سعيد نائب ممثلة جبهة البوليساريو بجنيف قائلا إنه كان على هيومن رايتس ووتش أن تطلب الإذن من جبهة البوليساريو.

وفي الوقت الذي التزم فيه بعض انفصاليي الداخل بقرار جبهة البوليساريو وفضلوا عدم لقاء الوفد الحقوقي، قررت "الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة المرتكبة من طرف الدولة المغربية" الموالية للطرح الانفصالي والمعترف بها من قبل السلطات المغربية، الاستجابة للدعوة التي وجهتها لها منظمة هيومن رايتس ووتش.

غير أن قرار الجمعية التي ترأسها أميناتو حيدر له ما يبرره، فحبل الود بين هذه الأخيرة وقادة الجبهة الانفصالية انقطع، منذ تولي إبراهيم غالي زمام الأمور في الرابوني.

فبعد تولي الزعيم الجديد إدارة الجبهة الانفصالية لم تعد الناشطة الصحراوية بتلك المكانة التي كانت تحظى بها خلال عهد الراحل محمد عبد العزيز، ولم تعد توكل لها مهام تمثيل الجبهة الانفصالية في الخارج.

وأمام هذا الوضع حاول سيد أحمد اليداسي رئيس منظمة عدالة، الدفاع عن جمعية (الكوديسا)، وانتقد اتهامها من قبل بعض قادة البوليساريو بـ"العمالة والخيانة"، ووصفها بالجمعية المحترمة "التي أثبتت "فعاليتها على ارض الواقع منذ عقود".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال