القائمة

أخبار

هل سيتأثر حزب العدالة والتنمية في حال انفصاله عن حركة التوحيد والإصلاح؟

تسير حركة التوحيد والإصلاح، نحو تعديل ميثاقها التأسيسي والابتعاد عن العمل السياسي، والتركيز على الجانب الدعوي، فهل سيؤثر ذلك على حزب العدالة والتنمية؟

نشر
عبد الرحيم شيخي رئيس حركة التوحيد والإصلاح
مدة القراءة: 3'

تتجه حركة التوحيد والإصلاح التي تعتبر الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية، إلى التركيز على الجانب الدعوي، وترك العمل السياسي، من خلال تعديل ميثاقها التأسيسي الذي يحدد برامجها وأهدافها.

وفي تصريح لوكالة الأناضول قال رئيس الحركة، عبد الرحيم شيخي، إن التوجه الجديد بعدم الاشتغال بالسياسة كشأن حزبي "نابع من قناعة فكرية واجتهاد في العمل الإسلامي الحديث مغاير لما اعتمدته أغلب الحركات الإسلامية الحديثة".

وينتظر أن تطرح الحركة توجهها الجديد للمصادقة عليه في مؤتمرها العام بين يومي 3 و5 غشت المقبل.

وفي تعليق منه على نية الحركة التخلي عن العمل السياسي رأى الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي عبد الصمد بلكبير، أن هذه "الخطوة إيجابية جدا، ومنسجمة إلى أقصى الحدود مع مسار الحركة الإسلامية في توجهها نحو احترام ومراعاة قواعد العمل السياسي الحديث، والذي يفصل بين الحقلين الدعوي والسياسي".

وأضاف في تصريح لموقع يابلادي أن هذا الأمر "كان في حاجة إلى زمن سياسي وتنظيمي وفكري لكي يقع الاقتناع بصورة نهائية".

واعتبر بلكبير ابتعاد الحركة عن العمل السياسي في "صالح الدين والسياسة، وفي صالح الحزب والحركة، وفي صالح الدولة والمجتمع".

وبحسبه فإن فك الارتباط بين الحركة والحزب "لا يعني بالطبع القطيعة، فالمنطلقات مشتركة، الأهداف البعيدة مشتركة، والتأويلات الإسلامية الحديثة للدين تجعله أقرب إلى الديمقراطية".

وظهرت الحاجة لإحداث فصل بين الحركة والحزب بحسب بلكبير في "7 أكتوبر، فبالرغم من أن الحركة لعبت دورا كبيرا في نجاح العدالة والتنمية، لكنها هي نفسها كانت سببا في الأزمة، عمليا ليست الهياكل التنظيمية الحزبية هي التي أقالت بنكيران ونصبت العثماني، بل العمود الفقري للحزب المتمثل في الحركة هو الذي قام بهذا، آنذاك لم تكن الحركة عاملا مساعدا للحزب بل كانت عاملا متحكما، ...أن يتحكم الديني في السياسي هذا هو المشكل الكبير للديمقرطية".

وتابع "التجربة الإنسانية كلها بينت فائدة فصل الدين عن السياسة، والغرب الذي تقدم بهذه الأطروحة، (...) ومعروف في التاريخ أنه دائما الدين يتغلب على السياسية، إذن الحل هو ابتعادهما عن بعضهما، وحوارهما مع بعضهما البعض، وليس تداخلهما وتحكم طرف في طرف".

من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش،  عبد الرحيم العلام، في تصريح ليابلادي "نحن لا نعلم إن كان المؤتمر (مؤتمر التوحيد والإصلاح) سيتخذ قرارا بالقطع مع العمل السياسي، أو أنه ستكون هناك صيغة معينة للتعامل، علينا انتظار مخرجات المؤتمر".

وتابع "يمكن الحديث إذن عن سيناريوهين، أولهما الإبقاء على الوضع الحالي أو معالجته بطريقة أخرى، والإبقاء على علاقة بين الحزب والحركة، وثانيهما الابتعاد كليا والفصل بين الحركة والحزب".

وفي حال ذهبت الحركة إلى السيناريو الثاني فإن العلام يرى أن ذلك يعود إلى سبب رئيسي هو أنها "تشعر بأنها أصابها الضعف والهوان وأن مجموعة من أعضائها أصبح شغلهم الأكبر هو الحياة السياسية، وبدأوا يفضلون الانخراط في الحزب على الانخراط في الحركة وهياكلها".

أما السبب الثانوي بحسبه فمن الممكن أن يكون متمثلا في رغبة الحركة في عدم البقاء "رهينة لنجاحات الحزب وإخفاقاته".

إضافة إلى هذا أكد العلام أن "هاجس الانقسام داخل الحزب يسيطر على الحركة، هناك حديث عن أنه إذا حدث انقسام داخل الحزب والانقسام موجود على مستوى الأفكار والمواقف ولم يتكرس كانقسام هيكلي، سيؤدي إلى انقسام في الحركة".

ورأى العلام أن الخيار الأنسب "كان هو حل الحركة وليس الابتعاد عن الحزب، اليوم مجموعة من الأمور التي بنت عليها الحركة أهدافها عند التأسيس والمتمثلة في توحيد الحركات الإسلامية الموجودة والدعوة إلى الإسلام والتدين، هذا كله أخذته منها الدولة".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال