القائمة

أخبار

المصالحة مع الريف: هل ينجح حزب الاستقلال فيما فشل فيه الآخرون؟

أعلن حزب الاستقلال عن إنشاء لجنة لاستجماع المعطيات التاريخية، للتحقيق في تورط قياداته في أحداث الريف خلال نهاية الخمسينات من القرن الماضي، ويوم أمس التقى نزار بركة الأمين العام للحزب بإدريس اليزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان. في المقال التالي نقدم قراءة عدد من المحللين السياسيين حول خطوة حزب الميزان.

نشر
نزار بركة إلى جانب ادريس اليزمي ومحمد الصبار بمقر المجلس الوطني لحقوق الإنسان
مدة القراءة: 5'

عقد الأمين العام لحزب الاستقلال نزار البركة يوم أمس الثلاثاء اجتماعا مع ادريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي كان مرفوقا بمحمد الصبار الأمين العام للمجلس وبعض أعضاءه.

وجاء اللقاء الذي حضره أيضا شيبة ماء العينين، رئيس المجلس الوطني لحزب الميزان، بعد اللقاء الذي عقده نزار البركة في مدينة الحسيمة، والذي تحدث فيه عن استعداد الحزب للاعتذار لسكان الريف في حالة ما ثبت تورط قياداته في أحداث 1958 و 1959.

وبحسب بلاغ للحزب فإن هذا اللقاء يندرج في سياق "استجماع المعطيات حول أحداث الريف لسنتي 1958 و 1959 (...) في أفق المصالحة".

وسبق للجنة التنفيذية لحزب الاستقلال في اجتماعها المنعقد يوم 9 يوليوز الجاري أن شكلت لجنة لاستجماع المعطيات التاريخية المرتبطة بهذه الأحداث. كما سبق لنور الدين مضيان رئيس فريق الوحدة والتعادلية بمجلس النواب أن زار عائلات المعتقلين على خلفية حراك الريف، مباشرة بعد صدور الأحكام القضائية في الملف.

العلام: على الحزب طرق الباب الصحيح

وفي تصريح لموقع يابلادي قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض عبد الرحيم العلام إن قيادة حزب الاستقلال الجديدة "تحاول تسويق ذاتها وإعادة إحياء الحزب، والشروع في التهييء لمرحلة الانتخابات القادمة، والقطع ربما مع مرحلة شباط وتسويق نزار بركة والقيادة الجديدة، على أنها شجاعة وفي إمكانها أن تخوض في أصعب الملفات". وأضاف العلام:

"عندما نتحدث عن الريف نتحدث عن العشرة أيام التي قصفت فيها قرى ومدن الريف بالطائرات، بأوامر ولي العهد آنذاك الحسن الثاني، وهناك اتهام لحزب الاستقلال بالوقوف وراء تلك الأحداث أيضا، لأنه هو الذي كان يقود الحكومة، هذا جزء من التاريخ. رغم أن حزب الاستقلال كانت فيه أجنحة آنذاك وكان عبد الله إبراهيم يرأس الحكومة ومعه بوعبيد وهم الذين شكلوا الاتحاد الوطني للقوات الشعبية فيما بعد".

عبد الرحيم العلام

وواصل حديثه قائلا "إذا أراد حزب الاستقلال أن تكون له الحظوة في مناطق الريف، من الأفضل أن يركز على ما هو حالي وليس ماهو تاريخي، المشكل فيما هو تاريخي ليس مع حزب الاستقلال وإنما مع النظام السياسي برمته آنذاك بأحزابه جميعها".

وتابع "لو ركز حزب الاستقلال على ما هو حالي قد يكون له حظوظ داخل الريف وربما يثير التعاطف داخل المنطقة، وما هو حالي هو الأحكام الصادرة في حق مجموعة من النشطاء من سكان الريف".

وبحسب العلام فإن "أفضل وسيلة لتحقيق المصالحة، هي التدخل من أجل دعم خطوة العفو العام المقترحة من طرف المواطنين والمواطنات، خصوصا مع بدأ بعض البرلمانيين في مجلس النواب بالتحرك من أجل تشريعها".

واسترسل قائلا "إذا تم التعامل بشكل سلبي مع الأجداد، فأفضل مزية يقدمها حزب الاستقلال هو التدخل من أجل إطلاق سراح الأحفاد، وتلبية المطالب التي خرجوا من أجلها".

وأكد أنه إذا كان الحزب "يريد أن يحقق مكاسب سياسية فعليه أن يطرق العنوان الصحيح وليس العناوين الخاطئة، لأن الريف يعيش مأساة جديدة".

الشرقاوي : حزب الاستقلال يقوم بواجبه

من جانبه قال الأستاذ عمر الشرقاوي المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسة والقانون الدستوري بجامعة محمد الخامس بالرباط في تصريح ليابلادي إنه "لا يمكننا أن نشكك في مبادرة حزب الاستقلال وقراءة خلفياتها بشكل سابق لأوانه.

ما يقوم به حزب الاستقلال بغض النظر عن الأهداف والدوافع، هو ما يفترض في باقي الأحزاب القيام به، لأنها مؤسسات للوساطة ومؤسسات للبحث عن حلول، ومؤسسات للتخفيف من التوترات، وخلق التقارب ما" بين المركز والهامش، وما بين الدولة والمجتمع، وما يقوم به حزب الاستقلال من تحركات تدخل ضمن الاختصاصات الطبيعية والمطلوبة، والتي تخلت عنا الكثير من الأحزاب السياسية، إما بالرقابة الذاتية إما بأسباب أخرى".

عمر الشرقاوي

وواصل حديثه قائلا "تحرك حزب الاستقلال أظن بأنه له أغراض، وجميع التحركات السياسية لها أهداف، صحيح أن الحزب يريد أن يبني صورة سياسية جديدة بعد مرحلة شباط، ويحاول توسيع قاعدة الشرعية، ويريد العودة بقوة للمشهد السياسي، وربما يكون أحد السيناريوهات التي يمكن اللجوء إليها لتجاوز بعض الأزمات السياسية، لكن في جميع الحالات نحتاج لسياسيين بمقدورهم أن يقوموا بمثل هذه المبادرات".

 بلكبير: الشعوب الحية لا تخاف من تاريخها

أما الأستاذ الجامعي بجامعة القاضي عياض بمراكش، عبد الصمد بلكبير  فقال لموقع يابلادي إنه "من المفروض أن هذا الموضوع حسم في هيئة الإنصاف والمصالحة، حيث تقرر بأن تخرج مرحلة نهاية الخمسينات من الصراع السياسي والإيديولوجي، وتحال على البحث العلمي بعيدا عن الصراعات والتجاذبات والتوظيفات".

وأضاف "أثير هذا الموضوع من جديد بسبب أحداث الحسيمة، وبالتالي عادت الأمور للسياسة والإيديولوجية، وفي نظري هذا ليس مشكل، لأن الشعوب الحية لا تخاف من تاريخها ويجب عليها أن تواجهه، وكل ما كان ذلك عن طريق الحوار والبحث العلمي والتوثيق إلا وكان أفضل، ولكن في جميع الحالات دائما التاريخ يوظف في الحاضر وهذا معروف".

عبد الصمد بلكبير

وذهب بلكبير إلى أن "قرائن كثيرة تشير إلى أن الدولة تراهن على حزب الاستقلال، وهو الحزب رقم واحد بالنسبة للدولة تاريخيا وعضويا واجتماعيا، (...) الدولة يجب أن تفكر في الانتخابات المقبلة والحكومة أيضا ".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال