اتهم الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، في خطاب متلفز نهار اليوم الجمعة، بمناسبة الذكرى 18 لتحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، بعض الدول بمحاولة عزل تنظيمه إقليميا ومنها المغرب.
وقال إن بعض الدول تحاول البحث عن حجج كاذبة من "أجل قطع العلاقات معنا مثل ما فعل المغرب قبل أسابيع"، وأضاف أن الحجج التي قدمها المغرب "لا أساس لها من الصحة على الإطلاق".
وزاد أن وزير الخارجية المغربي ذهب إلى إيران و"قال إنه قدم ملفا لوزير الخارجية الإيراني حول تورط حزب الله مع جبهة البوليساريو، وأنا أرسل لي الأخ وزير الخارجية (الإيراني)، ووعد بأنه سيبحث القضية".
وأوضح نصر الله أنه سأل وزير الخارجية الإيراني قائلا "أين الملف؟" واسترسل "وزير الخارجية المغربي الذي يقول قدمنا الحجج والمستندات، لم يقبل أن يمد نظيره الإيراني بورقة، حمل الورقة وبدأ يقرأ بعض الأسماء، فلان وفلان وفلان، قال له اعطيني الورقة فقال له لا اكتبهم".
وتساءل "أين الدليل أين البرهان، تتوفر على فيلم عندك تنصت عندك تسجيل عندك شهود، من هم شهودك؟ لا يوجد أي شيء على الإطلاق".
وقال إن وزير الخارجية المغربي قال لنظيره الإيران "هناك فلان وفلان وفلان من حزب الله، وبالمناسبة من بينهم من لا علاقة له بالعمل العسكري والأمني ومن بينهم إخوان كل منهم يشتغل في مكان عن المكان الآخر".
وأضاف "من الواضح أن المخابرات الإسرائيلية هي التي أمدت المغاربة بهذه الأسماء، وليس هناك رابط أصلا بين هؤلاء الإخوان".
وأكد أنه "ليست لنا علاقة مع البوليساريو، حتى العلاقة السياسية، وأنا لا آخذ موقف، هذا الموضوع لم ندرسه ولم نتخذ موقفا سلبيا أو إيجابيا منه".
وواصل حديثه قائلا "هم يقولون البوليساريو جاءت إلى لبنان ونحن ذهبنا إلى مدينة لا أحفظ اسمها أول مرة أسمع باسمها (تندوف)، وأننا قدمنا الدعم والتدريب والأسلحة، على كل هذا أيضا لن يجدي نفعا، وهذا لن يقدم أو يؤخر بعزم وتصميم المقاومة".
وشدد على أنه "قبل الألفين لما انتصرت المقاومة وقامت بهذا الإنجاز الذي نحتفل اليوم بذكراه 18، لم تكن لدينا علاقات إقليمية، إلا مع إيران وسوريا فقط، أحيانا هناك قليل من الصداقة مع السفارة الجزائرية، ومع السفارة السودانية، مع دولة هنا ودولة هناك، ولكن لا وجود لعلاقات إقليمية، بالعكس لم يكونوا يتجرؤون على إقامة علاقات معنا، لأننا ومنذ 1992 كنا موضوعين على لائحة الإرهاب".
واعتبر نصر الله أن الضغط على إيران يتم حالياً "لوقف مساعداتها للمقاومة كما على كل الجهات الداعمة لحركات المقاومة"، ورأى أن "ما يحصل جزء من الصراع القائم"؛ وتابع "عندما تمنع المشروع القائم على السطو على نفطك ومائك لا بد أن يرى فيك العدو تهديداً لوجوده".
ويعتبر هذا الرد الثاني من نوعه لحزب الله على الاتهامات المغربية له، إذ سبق له أن نفى في بيان رسمي يوم فاتح ماي الجاري، صحة الاتهامات الموجهة له من قبل المغرب بدعم جبهة البوليساريو لاستهداف المصالح العليا للمملكة.
وجاء في بيان الحزب اللبناني آنذاك أنه "من المؤسف أن يلجأ المغرب بفعل ضغوط أمريكية وإسرائيلية وسعودية، لتوجيه هذه الاتهامات الباطلة". وتابع "كان حريا بالخارجية المغربية أن تبحث عن حجة أكثر إقناعا لقطع علاقاتها مع إيران، التي وقفت وتقف إلى جانب القضية الفلسطينية وتساندها بكل قوة، بدل اختراع هذه الحجج الواهية".
يذكر أنه سبق لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، أن أعلن يوم فاتح ماي أن المملكة المغربية قررت قطع علاقاتها الديبلوماسية مع إيران بسبب الدعم العسكري لحليفها حزب الله للبوليساريو.