أعربت الجزائر على لسان الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، عبد العزيز بن علي شريف، عن "إدانتها الشديدة ورفضها التام للتصريحات غير المسؤولة لوزير الشؤون الخارجية المغربي في حقها".
وكان ناصر بوريطة قد قال في حوار خص به مجلة "جون أفريك"، نشر يوم أمس الأحد، إن قرار المغرب قطع علاقاته مع إيران "يتناسب مع خطورة أفعال حزب الله، المدعوم من قبل هذا البلد، المهددة لأمن المملكة، مشيرا الى ان المغرب الذي يتوفر على دلائل وحجج دامغة، ما كان ليقدم ملفا الى طهران إذا لم يكن قائما على حجج صلبة".
وأضاف "ان هذا الملف الذي تم اعداده بدقة طيلة اسابيع، بناء على معلومات تم جمعها والتأكد منها على مدى اشهر، يلخص وقائع حقيقية ودقيقة: مواعيد زيارات اطر عليا من حزب الله للجزائر، ومواعيد وأماكن الاجتماعات التي عقدوها مع مسؤولين بالبوليساريو، ولائحة باسماء العملاء المشاركين في هذه الاتصالات، مضيفا ان المغرب لم يتخذ قراره الا بعد دراسة كل العناصر، والتحقق والتأكد منها".
واتهم الوزير المغربي الجزائر بـ"مباركة هذه الأعمال" وتقديم "التغطية والدعم العملي"، موضحا ان بعض الاجتماعات بين البوليساريو وحزب الله انعقدت في مكان سري جزائري معروف لدى الأجهزة الجزائرية، مستأجر من قبل سيدة جزائرية متزوجة من اطار بحزب الله، وتم تجنيدها كعميلة اتصال لحزب الله خاصة مع البوليساريو.
ورد الناطق باسم الخارجية الجزائرية، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية قائلا "عوض تقديم الأدلة الدامغة التي يزعم أنها بحوزته والتي لا وجود لها في الحقيقة وعوض الأسف أمام الذهول الذي تلقى به المجتمع الدولي ادعاءاته في الفاتح مايو الأخير، آثر الوزير المغربي المضي في التضليل والافتراء".
واعتبر الدبلوماسي الجزائري أن اتهامات بوريطة "غير المؤسسة وغير المبررة مؤشر على سياسة الهروب إلى الأمام التي اختار انتهاجها على اثر الإخفاقات الكبيرة التي مني بها في إفريقيا وأوروبا ومؤخرا أيضا بنيويورك".
وأضاف أن هذه الاتهامات "تفضح عجزه في إقحام الجزائر مباشرة في نزاع جزم بخصوصه مجلس الأمن الدولي مجددا انه مسألة تقرير مصير ينبغي ان تشكل موضوع مفاوضات مباشرة بنية حسنة وبدون شروط مسبقة تحت إشراف الأمم المتحدة بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ومقبول من الجانبين يضمن تقرير مصير شعب الصحراء الغربية".
وكان بوريطة قد قال للمجلة الباريسية إن "الجزائر تحاول كعادتها تغليط الرأي العام الداخلي والدولي، من خلال زعمها عبر وسائل الاعلام أنها تؤيد القرار" الأممي حول الصحراء.
وتابع الوزير المغربي أنه لا يمكن لأي شخص عاقل الاعتقاد بان حل قضية الصحراء ممكن بدون الجزائر، مشيرا الى أن خطاب الجزائر حول هذه القضية يكتنفه الكثير من التناقض والغموض فهي تنكر الواقع الخارجي، وتصر على ان نزاع الصحراء لا يهم سوى المغرب والبوليساريو.
وكان لافتا للانتباه أن المسؤول الجزائري، استهدف باتهاماته وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة شخصيا، وتجنب الإشارة إلى الدولة المغربية، في خطوة غير معتادة في الحالات المشابهة بين الدولتين الجارتين.