قضية الصحراء: روسيا تقدم هدية للبوليساريو والجزائر في مجلس الأمن

سيتم طرح مشروع قرار جديد حول الصحراء للتصويت في مجلس الأمن الدولي، بعد ظهر اليوم الجمعة، وذلك بعض المباحثات التي أجرتها ممثلة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة، يوم الأربعاء الماضي مع سفراء كل من روسيا وإثيوبيا، والسويد، وكذا اجتماع "نادي أصدقاء الصحراء الغربية" يوم أمس الخميس، وهو النادي الذي يتشكل من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى إسبانيا.

وخضع النص الجديد الذي اطلع موقع يابلادي على نسخة منه، لبعض التعديلات مقارنة بنسخة 23 أبريل، وتتعلق أهم هذه التعديلات بمدة ولاية بعثة المينورسو، حيث ستقتصر على ستة أشهر أي إلى حدود 31 أكتوبر عكس ما كان معمولا به خلال السنوات الأخيرة.

وبذلك سيتم العودة إلى النظام القديم، وسيكون على الأمين العام الأممي تقديم التقرير الخامس عشر حول الوضع في الصحراء بالاعتماد على الإحاطات التي يقدمها المبعوث الأممي هورست كوهلر، ورئيس بعثة المينورسو كولين ستيوارت، خلال نهاية شهر أكتوبر.

هذا التغيير الذي أقحمته روسيا في مشروع القرار، يستجيب لتطلعات الجزائر وجبهة البوليساريو، حيث سيضمن وجودا شبه دائم للنزاع الإقليمي في أروقة الأمم المتحدة، علما أنه خلال شهر أكتوبر من كل سنة تتم مناقشة قضية الصحراء، في اللجنة الرابعة بالجمعية العامة للأمم المتحدة.

ومالم تحدث مفاجأة فإن المقترح الروسي سيتم تضمينه في مشروع القرار النهائي، وهو ما يتماشى مع رغبات جبهة البوليساريو، رغم التكلفة المالية التي ستتحملها الجزائر لتمويل التحركات الدبلوماسية للانفصاليين داخل الأمم المتحدة.

ولم يتم تعديل باقي النقاط التي كانت مدرجة في نسخة 23 أبريل، فعلى سبيل المثال لازالت الإشارة إلى ضرورة انسحاب ميليشيات جبهة البوليساريو "فروا من منطقة الكركرات"، كما أن النص يدعو الجبهة للامتناع عن ارتكاب أعمال من شأنها أن تؤدي إلى "زعزعة الاستقرار" في إشارة إلى نية الجبهة الانفصالية نقل بعض مقارها من مخيم الرابوني بالجزائر إلى بئر لحلو شرق الجدار الدفاعي المغربي.

ويدعو مشروع القرار الجديد "الأطراف إلى الإعداد لجولة خامسة من المفاوضات". أي مواصلة مفاوضات مانهاست (ضواحي نيويورك) المباشرة التي توقفت سنة 2008.