تغلب الشاب المغربي الأصل رشيد خديري عبد المولى الذي كان في الماضي بائعا متجولا، على العديد من الصعاب، وكافح من أجل إتمام دراسته في جامعة العلوم التطبيقية في تورينو، وفي سنة 2013 حصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة، ولأن العلم لا يشبع منه وليست له نهاية أو حدود، فقد واصل رشيد دراسته وأضاف شهادة جديدة إلى شواهده.
ويوم أمس قدم أطروحته عن "آثار المواد النانوية الكربونية المضافة إلى مركبات الإسمنت" بعد قضاء ثمانية أشهر في المجموعة المتعددة الجنسيات والرائدة في الإسمنت الدولي "سويس سيميكس" في سويسرا. وقال رشيد إنه تطبيق تجريبي في الشركة قام من خلاله ب "دراسة ما يحدث عندما إضافة مواد نانوية كربونية للإسمنت أو الهاون".
وعن أطروحته الجديدة أكد لصحيفة "ريبابليكا" الإيطالية أن هذه التجربة مليئة بالتعلم "لقد كانت تجربة رائعة، تمكنت من خلالها من التعايش مع 24شخصا من جنسيات مختلفة." وتابع قائلا "سويسرا مقيدة للغاية. يجب على الشخص الاستفادة من فرصه على أساس الجدارة وليس على أساس الشهادات".
وفيما يخص مشاريعه المستقبلية، فقد أكد أنه يتطلع للقيام بنشاط مشابه للنشاط الذي تم قام به في سويسرا، والمزاوجة بين "البحث والتطبيق الصناعي"، للمساهمة في البحث فيما يسمى "الهياكل الذكية" في المباني.
وعلى الرغم من أن المهندس رشيد يفضل البقاء في تورينو إلا أنه مستعد لجميع الاحتمالات، فهو يدرك أنه يجب على المرء أن يكون "مرنًا ومستعدًا للسفر في أي وقت، لأن العديد من الشركات لديها ارتباطات بالخارج". وأكد أنه سيتواصل مع بعض الشركات التي اتصلت به بعد التخرج.
ورشيد خديري عبد المولى خريبكي الأصل، سافر إلى إيطاليا سنة 1998. وعمل بائعا متجولا منذ وصوله، واستمر في مزاولة هذا النشاط في أوقات فراغه. واعترف للصحيفة الإيطالية أنه لا يزال يحب القيام بذلك.
فبالإضافة إلى الجانب المادي، مكنت هذه المهنة رشيد من " تكوين العديد من الصداقات". وقال إنه يود الحفاظ على هذا النوع من التواصل "على الرغم من وجود مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أني أفضل الأسلوب القديم، أحب مقابلة الناس والتحدث معهم بشكل مباشر".