في 15 ماي الماضي التقى النائب الأول للوزير الأول ووزير الشؤون الخارجية بجمهورية صربيا إيفيكا دازيش، برئيس مجلس النواب الحبيب المالكي بالعاصمة الرباط، وأشاد المسؤول الصربي "بعلاقات الأخوة والصداقة التي تجمع البلدين"، مؤكدا "على تطابق وجهات نظر البلدين حول أهمية احترام الوحدة الترابية للدول"، مشيدا بالمقاربة الجدية للمملكة المغربية في التعاطي مع نزاع الصحراء الغربية.
وبعدما أثار هذا التصريح موجة من الجدل داخل جبهة البوليساريو الجزائر، نشرت وزارة الخارجية الصربية بلاغا آخر في 20 مارس الجاري، قالت فيه إن "وسائل إعلام أجنبية" أساءت "تفسير" تصريحات وزير الخارجية، وذكرت بأن موقف صربيا من مسألة الصحراء الغربية "لايزال ثابتا، ويستند إلى أحكام القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".
وبعد مرور أربعة أيام على نشر هذا البيان، توجه وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل إلى بلغراد، والتقى برئيس جمهورية صربيا الكسندر فوتيتش، كما التقى بوزير الخارجية إيفيكا دازيش وكانت قضية الصحراء في قلب المباحثات التي أجرها المسؤول الجزائري.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن رئيس الدبلوماسية الصربية قوله إن "صربيا لم تغير أبدا موقفها ازاء هذه القضية". وتابع خلال ندوة صحفية عقدها بمعية الوزير الجزائري أن صربيا تتمسك بالشرعية الدولية وأنها تدعم جهود الأمم المتحدة من أجل تسوية نزاع الصحراء الغربية على أساس الحوار بين الطرفين وبدون شروط مسبقة.
وأشار الوزير الصربي حسب المصدر نفسه إلى أن الإقليم "مسجل منذ سنة 1963 ضمن قائمة الأراضي الغير متمتعة بالحكم الذاتي في الأمم المتحدة"، وأبلغ مساهل نظيره الصربي حسب وكالة الأنباء الجزائرية "بقرارات الاتحاد الإفريقي" في قمة يناير الماضي، ودعا المغرب وجبهة البوليساريو إلى الحوار.
وكان وزير الخارجية الصربي قد كشف أثناء تواجده بالرباط عن اختيار المغرب كضيف شرف للمعرض الدولي للكتاب ببلغراد لهذه السنة، وعبر عن رغبة بلاده في حضور المغرب كضيف شرف في المعرض الدولي للفلاحة بصربيا.