بعد مرور سنة على استقلال المغرب، قام الملك محمد الخامس بزيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتوجه أثناء زيارته إلى الحديقة التي كانت حديثة التشييد وقتها والمعروفة حاليًا باسم ديزني لاند. كما زار الملك آنذاك ويليامزبرغ، ودالاس ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو، وأوماها، وشلالات نياجرا، ونيويورك قبل عودته إلى المغرب في 13 دجنبر1957.
وكان لرحلة الملك محمد الخامس إلى الولايات المتحدة غرض سياسي. ويبدو ذلك واضحا في الرسالة التي أرسلها الرئيس دوايت أيزنهاور في الرابع عشر من ماي من نفس السنة إلى محمد السادس. حيث كتب "لقد كلفنا سفيرنا في الرباط بإبلاغ حكومة جلالتكم بأن حكومة الولايات المتحدة مستعدة للمشاركة في المحادثات حول موضوع عملياتنا العسكرية في المغرب"، ثم عبر عن رغبته "في الترحيب بك (محمد الخامس) هنا في الولايات المتحدة".
التجول في ديزني لاند
وردا على رسالة الرئيس الأمريكي، قبل الملك المغربي الدعوة، وذهب إلى الولايات المتحدة في 25 نونبر. وقد قام محمد الخامس وحاشيته بزيارة ولايات مختلفة، لكن الفترة التي قضاها في ديزني لاند، كانت أكثر إثارة للاهتمام من غيرها. وتكشف الصور الموجودة على الأنترنيت جزءا كبيرا من تفاصيل هذه الرحلة المتميزة.
وأكثر الصور تداولا هي تلك التي يظهر فيها ملك المغرب بزيّته التقليدي "جِلابة وطربوش"، بجانب رجل الأعمال الأمريكي وصانع الرسوم المتحركة والممثل الصوتي ومنتج الأفلام، والت ديزني، أمام قلعة سليبين بيوتي التي بنيت في منتجع ديزني لاند في أنهايم بكاليفورنيا، وافتتحت في 17 يوليوز 1955.
وفي صورة أخرى، يظهر الملك محمد الخامس مع والت ديزني مبتسما بجانب بلوتو، الشخصية الكارتونية التي تم انشاؤها سنة 1930 في شركة والت ديزني للإنتاج. لم تكن قلعة سليبين بيوتي الجزء الوحيد من الحديقة الذي زاره الملك. فقد ركب الملك محمد الخامس وديزني وعدد من الشخصيات الأخرى قارب ديزني لاند الذي كان في طريقه لدخول نفق سحري. كما تم رصد الملك بجوار مضيفه والت على شاحنة وهم مستمتعين بالجولة.
ورافقت الأميرة لالة أمينة الملك محمد الخامس، وكانت تمسك يد والدها وتحمل كيس رقائق البطاطس باليد الأخرى. وكان الملك ينظر إلى الأميرة الصغيرة ووالت ديزني خلفه.
بالإضافة إلى صور الإنترنت، أكدت مصادر تاريخية أن الملك استمتع بهذه الزيارة الرائعة لدرجة أنه قرر العودة مرة أخرى. فوفقًا لكتاب "المملكة السحرية: والت ديزني وأسلوب الحياة الأمريكي"، للكاتب ستيفن واتس ، فإن "الملك محمد الخامس كان مسحوراً للغاية بزيارته الرسمية إلى ديزني لاند لدرجة أنه تسلل من الفندق في اليوم التالي متخفيا لإعادة الزيارة ".
أشار الكاتب بوب توماس في "سيرة والت ديزني" إلى زيارة الملك إلى الحديقة في كاليفورنيا وقال "يبدو أن ملك المغرب محمد الخامس واجه مشكلة في التمييز بين الحقيقي والمصطنع خلال جولته مع والت" ، وأضاف أنه "عندما مر قارب نهر الغابة تحت الشلال علق والت 'يبدو تقريبا مثل الماء الحقيقي أليس كذلك؟'".
وعاد الملك بعد رحلة طويلة وممتعة إلى المغرب في أوائل شهر دجنبر. وكانت تلك الرحلة الرسمية الأولى والأخيرة التي قام بها الملك محمد الخامس إلى الولايات المتحدة قبل وفاته سنة 1961.