يعيش "مخيم الداخلة" الذي يقع على بعد 200 كيلومتر من مخيم الرابوني بصحراء تندوف جنوب غربي الجزائر، عزلة تامة، بسبب اشتباكات بين مسلحين ينتمون لجماعة جهادية من جهة، وميليشيا البوليساريو والدرك الجزائري من جهة ثانية.
وتحاول جبهة البوليساريو تصوير ما يجري بهذا المخيم على أنه يدخل ضمن عمليات مكافحة شبكات الاتجار بالمخدرات، غير أن تواجد الدرك الجزائري يدل على وجود تهديد أمني حقيقي، حيث قال مصدر مطلع لموقع يابلادي "لقد مرت ثلاثة أيام دون أن ينجح مسلحو جبهة البوليساريو والدرك الجزائري في وضع حد لتواجد أفراد مدججين بالأسلحة".
وأضاف ذات المتحدث أن "التأثير الإرهابي أصبح أكثر وضوحا، خصوصا أن مخيم الداخلة شكل مكانا خصبا مند مدة لأنصار عدنان أبو الوليد الصحراوي، أحد أمراء الحرب الذي أعلن ولاءه لتنظيم داعش الإرهابي، علما أنه قبل ذلك كان مواليا لتنظيم القاعدة".
اختيار الجهاديين لـ"مخيم الداخلة" لم يكن بمحض الصدفة، فهو المخيم الأقل تبعية لجبهة البوليساريو، بحيث يشكل ملجأ مفضلا لكل من فقد ثقته في الجزائر وقيادة الجبهة الانفصالية، وللتذكير فقد أبعد البشير مصطفى السيد بعد دخوله في مفاوضات مع الأمريكيين سنة 2002، حول مستقبل الصحراء الغربية دون إذن من قيادة الجبهة الانفصالية، (أبعد) من مخيم الرابوني الذي تتواجد فيه قيادة البوليساريو إلى مخيم الداخلة وعين مسؤولا عنه.
يذكر أنه سبق لوزارة الداخلية المغربية أن أعلنت منتصف شهر فبراير الجاري أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تمكن من اعتقال ثلاثة عناصر خطيرة موالية لتنظيم الدولة الإسلامية، بكل من العيون وسلا ومراكش.
وأكدت الوزارة في حينه أن أحد هذه العناصر سبق له أن التحق بمخيمات انفصاليي البوليساريو بتندوف، وكان في طور الإعداد للقيام بعمليات إرهابية داخل المملكة تنفيذا لأجندة داعش.
وأسفرت عمليات التفتيش في حينه عن حجز مجموعة من المعدات الإلكترونية، بالإضافة إلى "بطاقة تعريف" مسلمة لأحد المشتبه فيهم من طرف "الجمهورية الصحراوية" وكذا بذلة عسكرية لميليشيا "البوليساريو" وراية ترمز للانفصاليين.