القائمة

أخبار

بعد مرور سبع سنوات..ماذا تبقى من حركة 20 فبراير؟

في مثل هذا اليوم من سنة 2011 خرج آلاف المغاربة إلى شوارع معظم المدن المغربية، للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، ولكن بعد مرور حوالي تسعة أشهر على انطلاق الحركة بدأ زخمها يتراجع إلى أن فقدت بريقها، فماذا بقي من الحركة بعد مرور سبع سنوات على أول خروج لها إلى الشارع؟

نشر
من مسيرات حركة 20 فبراير - أرشيف
مدة القراءة: 5'

بعد نجاح الثورة الشعبية في تونس سنة 2011 وسقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي، ونجاح الثورة المصرية وسقوط الرئيس محمد حسني مبارك، دعا مجموعة من الشباب المغاربة عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى الخروج إلى شوارع المدن المغربية رافعين مطالب اجتماعية واقتصادية وسياسية.

وفي يوم 20 فبراير من سنة 2011، خرج آلاف المغاربة إلى شوارع معظم المدن والقرى المغربية، مرددين شعارات تنادي بالحرية و العدالة و الكرامة الإجتماعية، وتطالب بإسقاط الفساد والاستبداد، وبعد ذلك بدأت الاحتجاجات تكبر وانضمت إليها بعض الأحزاب والنقابات والجماعات.

وفي التاسع من شهر مارس من سنة 2011 ألقى الملك محمد السادس خطابا، أعلن فيه عن تكوين لجنة خاصة لمراجعة الدستور، وقدم وعودا بإصلاحات جذرية، ونظمت انتخابات مبكرة قادت حزب العدالة والتنمية الإسلامي إلى ترؤس الحكومة. فماذا بقي اليوم من حركة 20 فبراير اليوم؟

منير جوري: مسار التغيير طويل

في تصريح لموقع يابلادي قال منير جوري عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، التي كانت طرفا فاعلا داخل حركة 20 فبراير ان الحركة "ميزت تاريخ المغرب المعاصر، وتميزت عن باقي الفترات الاحتجاجية بكونها كانت حركة مجتمعية شعبية استطاعت أن تجمع أطياف مختلفة من الشعب المغربي، وأن تعبر عن مطالب بأبعاد سياسية وأخرى اجتماعية، وهذا يكاد يكون شكلا منفردا داخل المغرب، كما أنها أسست للاحتجاج الواعي والناضج والسلمي، وهذا أحدث نقلة نوعية في العملية الاحتجاجية داخل المغرب".

وتابع أن "الحركة خلفت أثرها على الوعي الجمعي الذي تحرر من سنوات الخوف والتردد إزاء طرح قضايا سياسية واجتماعية، وأصبح المجتمع المغربي يعي جيدا دوره في التغيير وأصبح يتحمل مسؤوليته، وما يحدث الآن من احتجاجات هنا وهناك هو امتداد لهذه الروح وترسيخ لها، لذلك نعتقد أن الحركة قد تركت أثرها في المجتمع المغربي بشكل عام".

ويرى القيادي في جماعة العدل والإحسان أن:        

"الحركة كانت فرصة للتغيير، لكن نعتقد بأنها فصل من فصول مسار التغيير، ولم نكن نعتقد أن لحظة من اللحظات كهاته يمكن أن تحدث التغيير العميق الذي نصبو إليه، ندرك جيدا أن الانتقال من واقع التخلف والاستبداد الذي نعيشه إلى واقع الحق والقانون والديمقراطية الذي نريده، أكبر من أن نربطه بمحطة واحدة، وإنما بجولات وفصول، وحركة 20 فبراير كانت فصلا من الفصول، طبعا تركت بصمتها ولهذه البصمة أن تتطور ولكرة الثلج أن تكبر، ولهذا الوعي أن يتنامى إلى أن نصل إلى التغيير الذي ننشده ونأمله".

وأكد جوري للموقع أن "مسار التغيير مسار مستقيم وليس دائريا، وهذه المحطات التي فيها مد وجزر وأخذ ورد هي محطات طبيعية في مسار التغيير، وينبغي أن نستوعب ذلك. لو راجعنا تجارب الدول التي مرت بما ممرنا به، سنجد بأن عمليات التغيير احتاجت عشرات السنوات، لذلك ما نعيشه اليوم من هذا التردي الحقوقي وهذه الانتكاسة السياسية وهذا الجمود هو محطة من المحطات فقط".

وبحسبه فاليوم أصبح "الوعي المجتمعي حاضرا بقوة ولا يمكن أن نتجاوزه، وهو ما يؤسس لحراك مجتمعي يكون أنضج ويستفيذ من التجربة السابقة، ويمكن أن يخطو خطوات أخرى في معركة الديمقراطية وفي مساره التغييري".

مصطفى البراهمة: الحركة أحدثت فرزا داخل الشعب

فيما قال مصطفى البراهمة الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي اليساري الراديكالي في تصريح لموقع يابلادي "الحركة كان لها الفضل في إيقاظ حلم المغاربة في الديمقراطية والتحرر، وفي التغيير الثوري. النظام تعامل معها بمنطق الالتفاف من خلال خطاب 9 مارس ومن خلال الدستور الممنوح، ولكن أكبر مكسب للحركة هو تكسير حاجز الخوف، وهي اليوم مستمرة في أذهان وصور المغاربة، ومستمرة من خلال سيرورة التغيير الثوري من خلال ما يحدث في الريف وجرادة وكل المدن التي انتفضت".

وواصل البراهمة حديثه للموقع قائلا:

"اليوم هناك فرز قوي في الساحة السياسية، وهناك إعلان الدولة عن فشل النموذج التنموي، وهناك نهوض جماهيري غير مسبوق وبالتالي فانتفاضة 20 فبراير تركت بصمتها وأشرت على إمكانية التغيير الحقيقي. الدولة تستعمل إجهاض السيرورة الثورية في العالم العربي والمغاربي، لإخافة الشعب المغربي، من أي انتفاض ومن أي دفاع عن قضاياه، لكن نرى أنه بعدما كسرت حركة 20 فبراير جدار الخوف عند المغاربة، بدأوا ينتفضون ويدافعون عن قضاياهم في مختلف مناطق البلاد ومختلف القضايا التي تهمهم مباشرة".

وبحسب البراهمة فمن "بين حسنات حركة 20 فبراير أنها أحدثت فرزا داخل الشعب، وبينت من هم مستعدون لتحمل المسؤولية في التغيير الثوري، ومن هم ضد أي تغيير ثوري، وبالتالي فإن من كانوا يتشدقون بالتغيير كشفت الحركة إفلاسهم، فبالنسبة للحركة الإسلامية اتضح الوجه الحقيقي للبيجيدي، كما عرت واقع حزبي الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية".

ويضيف البراهمة أنه بالمقابل "خرج اليسار الحقيقي ممثلا في النهج الديمقراطي، وفيدرالية اليسار الديمقراطي والمجموعات المشابهة للاحتجاج، كما انخرطت جماعة العدل والإحسان إلى حين، وهذا يوضح أنه لابد اليوم من جبهة ديمقراطية سياسية واجتماعية تنخرط فيها الحركة النقابية والحقوقية والحركات الاجتماعية، وجبهة ميدانية أوسع من الجبهة الديمقراطية والتي يجب أن تكون بالأساس مناهضة للمخزن باعتبار عائقا أساسيا أمام تقدم الشعب المغربي وبالتالي يمكن أن تكون فيها العدل والإحسان التي تواجدت إلى جانب اليسار في حركة 20 فبراير".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال