بعث الاتحاد الدولي لكرة القدم يوم الجمعة الماضي رسالة تحذيرية، مكونة من ست صفحات وموقعة من طرف فاطمة سامورة التي تشغل منصب الأمين العام للفيفا، إلى الاتحادات الكروية 211 المنضوية تحت لوائه، وهي الرسالة التي قالت عنها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إنها تقصد المغرب بالدرجة الأولى.
وحذرت الرسالة بحسب ما ذكرت الصحيفة الأمريكية اتحادات كرة القدم، من إمكانية القبول بأي إغراءات ممكنة من الدول التي تقدمت بملفاتها لاحتضان نهائيات كأس العالم لسنة 2026، مشيرة إلى أن هذه الإغراءات التي قد تكون في شكل دعم تقني أو تطويري من شأنها أن تؤثر على نزاهة التصويت على اختيار البلد المنظم للنهائيات.
يذكر أن ملفين فقط يتنافسان على احتضان كأس العالم لسنة 2026 هما الملف المغربي، والملف المشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
وقالت الصحيفة إنه خلال هذا الشهر ناقش المسؤولون في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إمكانية إضفاء الطابع الرسمي على العلاقة بين المغرب والاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وهو ما سيخول للمنتخبات الإفريقية إمكانية الاستفادة من معسكرات تدريبية بالمغرب فضلا عن الإسهام في تطوير كرة القدم بالدول الافريقية.
وبحسب نيويورك تايمز فإن مسؤولي الكاف، لم يردوا لحد الآن على المقترح المغربي، كما أنه ليس واضحا إن كان المغرب يخطط للذهاب بعيدا في هذا المقترح بغية تنزيله فعليا على أرض الواقع، أم لا.
وبحسب ذات المصدر فإن العديد من المسؤولين عن كرة القدم في القارة الإفريقية بمن فيهم رئيس الكاف أحمد أحمد أعلنوا علانية عن دعمهم للملف المغربي لاحتضان مونديال 2026، وهو ما يخالف حسب الصحيفة المبادئ التوجيهية الواردة في رسالة الفيفا.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية الواسعة الانتشار أن الرسالة التوجيهية جاء فيها أنه يجب على جميع اتحادات كرة القدم المنضوية تحت لواء الفيفا أن "تتخذ قرارها في الاختيار على أساس تقييمها الخاص، دون أن تتأثر بتعليقات داعمة أو منتقدة من مسؤولين آخرين".
ولذلك طلبت الفيفا "من جميع المسؤولين الامتناع عن التعبير علنا عن رأيهم أو تقييماتهم الشخصية حول الدول المترشحة لاحتضان نهائيات كأس العالم 2026، إلى غاية الحسم في هوية البلد المنظم".
ويبرر الاتحاد الدولي قراره الجديد برغبته في تجاوز فضيحة الفساد التي تفجرت داخله سنة 2015، عندما أوقفت الشرطة السويسرية في زوريخ 7 مسؤولين بارزين في الفيفا بطلب من القضاء الأمريكي الذي اتهمهم بتلقي رشى وعمولات بقيمة 150 مليون دولار منذ تسعينات القرن الماضي.
وأدت سلسلة الفضائح إلى اعتقال واتهام نحو 40 مسؤولا سابقا في الفيفا، والى إيقاف بلاتر الذي اضطر إلى الاستقالة من منصبه بعد إعادة انتخابه في العام نفسه. وخلفه مواطنه جاني إنفانتينيو في انتخابات الرئاسة في فبراير 2016.
يذكر أن الاتحاد الدولي لكرة القدم اعتمد نظاما جديدا في التصويت، حيث بات اختيار البلد المنظم لنهائيات كأس العالم، مرهون بنيل أغلبية أصوات كل اتحادات كرة القدم المنضوية تحت لواء الفيفا، ولم يعد الأمر مقتصرا على أعضاء اللجنة التنفيذية كما كان في السابق.
وسيتم الإعلان عن الملف الفائز بشرف احتضان كأس العالم، يوم 13 يونيو المقبل، وذلك على هامش انطلاق نهائيات كأس العالم 2018 التي ستحتضنها روسيا.