انتخب المغرب نهار اليوم الجمعة بأديس أبابا عضوا داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، الذي يعد هيئة محورية داخل المنظمة القارية والموكول إليها تعزيز الأمن والاستقرار بالقارة.
وحصلت المملكة التي ستشغل هذا المقعد لمدة سنتين قابلة للتجديد (2018-2020)، على 39 صوتا، حيث أنه يتعين الحصول على ثلثي الأصوات لشغل هذا المقعد (36 صوتا). ويتكون المجلس من 15 دولة عضو، عشرة بلدان منتخبة لولاية واحدة مدتها سنتين، وخمسة يتم انتخابها لولاية مدتها ثلاث سنوات.
ومن بين أهداف مجلس السلم والأمن الذي تم إنشاؤه رسميا في 25 ماي 2004، التي حددها القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، "تعزيز السلم والأمن والاستقرار بالقارة" حسب مبادئ "الحل السلمي للنزاعات بين الدول الأعضاء في الاتحاد بالوسائل المناسبة التي يمكن أن يقررها مؤتمر الاتحاد".
البوليساريو: هروب جديد الى الامام و ذر للرماد في الاعين
وكما كان الحال عند انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، حاولت جبهة البوليساريو التقليل من أهمية انتخاب المغرب عضوا في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، بل ووصفته بأنه يأتي للتغطية على فشل الدبلوماسية المغربية في القارة السمراء.
وجاء في "وكالة أنباء" الجبهة الانفصالية أن الدبلوماسية المغربية تحاول تسويق "انضمام المغرب الى مجلس السلم و الامن الافريقي على انه انجاز تاريخي، لامتصاص حالة الغضب الى تسود الراي العام المغربي منذ موقعة ابيدجان (في إشارة إلى مشاركة الجبهة الانفصالية في قمة الاتحاد الأوروبي-الاتحاد الإفريقي)".
وأرجعت "وكالة" جبهة البوليساريو نجاح المغرب في نيل عضوية مجلس السلم والأمن لكونه "وجد نفسه مترشحا وحيدا لعدم رغبة اي بلد من بلدان الاقليم (شمال إفريقيا) بتولي هذه المهمة".
وبحسب المصدر ذاته فإن "الامر لا يعدو كونه هروب جديد الى الامام و ذر للرماد في الاعين"، وذهبت إلى حد القول أن "المغرب وضع نفسه دون ان يعلم في قلب الديناميكية التي ستفرض عليه احد الخيارين اولهما الرضوخ لمبادي الاتحاد و الانصياع لقراراته، او الانسحاب من جديد من المنظمة القارية ".
فيما قال محمد سالم ولد السالك "وزير" الشؤون الخارجية في الجبهة الانفصالية "ان الفرصة الان اصبحت الفرصة متاحة امام الاتحاد الافريقي لمحاكمة المغرب على جرائمه ضد شعب و ارض الجمهورية الصحراوية البلد العضو المؤسس للاتحاد الافريقي".
مصطفى سلمى: "إعادة النظر في عضوية البوليساريو بالاتحاد الافريقي أصبحت قاب قوسين أو أدنى"
وفي تعليق منه على ما ورد في "وكالة أنباء" البوليساريو، قال القيادي السابق في الجبهة الانفصالية مصطفى سلمى ولد سيدي مولود في تصريح لموقع يابلادي "من الطبيعي أن يحاول الخصوم تبخيس مكاسب بعضهم البعض، لكن انضمام المغرب لمجلس السلم و اﻻمن في اﻻتحاد اﻻفريقي ليست بسيطا خاصة بالنسبة للمناطق التي تشهد نزاعات بحكم انه الهيئة اﻻفريقية المختصة في مناقشة النزاعات و اقتراح الحلول".
وتابع أن "الوصول الى مجلس السلم و اﻻمن اﻻفريقي، بالتأكيد ليس هبة أو هدية مهداة للمغرب من خصومه، و كلنا نتذكر الدور الذي كان قامت به الجزائر في هذا المنصب خدمة لأجندتها وأجندة الجبهة على حساب المغرب".
وأكد أن البوليساريو لن يفرحها ما حدث اليوم لأنها "تعلم ان المغرب حصل على هذا المنصب استنادا الى أغلبية افريقية (...)، ما يعطيه اﻻريحية ان لم يكن في تجميد مناقشة نزاع الصحراء على مستوى اﻻتحاد، فعلى اﻻقل تسييره بما يخدم المصالح المغربية".
وعن ربط نيل المغرب العضوية داخل مجلس السلم والأمن "بقمة ابيدجان فهو ليس كما تسوق الجبهة، بل بالعكس، فحدث اليوم يؤكد معطيات قمة ابيدجان من أن المغرب بات في قلب افريقيا و بالفعالية الكافية التي تمكنه من الدفاع عن مصالحه".
وأهم ما في الأمر أن "المغرب في وقت وجيز استطاع تحقيق مكاسب كبرى داخل اﻻتحاد اﻻفريقي، على حساب خصومه"، وهو ما يؤكد أنه "إذا استمر سير اﻻمور بهذه الوتيرة من الجانب المغربي، فان اعادة النظر في عضوية الجمهورية الصحراوية باﻻتحاد اﻻفريقي اصبحت قاب قوسين او ادنى".
يذكر أن مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، كان يعتبر آخر معاقل جبهة البوليساريو داخل المنظمة القارية، وكانت تسيطر عليه الجزائر وجنوب إفريقيا بشكل كلي، الأمر الذي جعله داعما لأطروحة الجبهة الانفصالية، ففي شهر يوليوز الماضي اتخذ قرارا دعا من خلاله المغرب و"الجمهورية الصحراوية" إلى "الانخراط في محادثات مباشرة وجادة"، وحثهما على "التعاون مع لأجهزة السياسية التابعة للاتحاد الإفريقي، والممثل السامي للاتحاد الإفريقي في الصحراء الغربية" الموزمبيقي جواكيم شيسانو.