حل الملك محمد السادس، بعد زوال يوم أمس الأحد بأبيدجان، حيث ينتظر أن يشارك في أشغال القمة الخامسة الاتحاد الإفريقي- الاتحاد الأوروبي التي ستنعقد بالعاصمة الاقتصادية الإيفوارية يومي 29 و30 نونبر الجاري.
وبمشاركة الملك محمد السادس في القمة، يكون المغرب قد تقدم خطوة أخرى نحو الأمام في سبيل الاندماج في منظمة الاتحاد الإفريقي، كما أن تمثيل المغرب وعلى أعلى مستوى في القمة يضع حدا لحديث جبهة البوليساريو وحلفائها المتكرر عن أن المغرب عاد إلى الاتحاد الإفريقي "كي يزرع بدور التفرقة بداخله".
ويتزامن موعد انعقاد هذه القمة، مع تغيرات سياسية تشهدها بعض بلدان القارة السمراء، المعروفة بدعمها الكبير لجبهة البوليساريو، والمنتمية للمجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية.
هل تتجه الدبلوماسية المغربية نحو بلدان مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية؟
ففي زيمبابوي، تمكن الجيش من إزاحة الرئيس روبيرت موغابي الذي حكم البلاد بقبضة من حديد منذ استقلالها عن بريطانيا في سنة 1980، وتعد زيمبابوي دولة محورية في مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية التي تتخذ من جابورون عاصمة دولة بوتسوانا مقرا لها، وهي المجموعة التي تعتبر جل الدول الأعضاء فيها حليفة للبوليساريو، بفعل التأثير الكبير لجنوب إفريقيا داخلها.
وحرص الملك محمد السادس على تهنئة إيمرسون منانجاجوا، بمناسبة تنصيبه رئيسا لجمهورية زيمبابوي خلفا لموغابي. وعبر الملك محمد السادس للرئيس الجديد "عن حرص المملكة المغربية على إعطاء دفعة جديدة للتعاون مع بلاده، خدمة للمصالح العليا للشعبين الشقيقين، وإسهاما في تعزيز التعاون والتضامن بين دول القارة الإفريقية".
كما أن الوضع السياسي في أنغولا الدولة العضو في المجموعة شهد تغيرات كبيرة خلال الأشهر الماضية، إذ عمد الرئيس الجديد للبلاد جواو لورينسو، إلى إطلاق حملة واسعة ضد المسؤولين المقربين من الرئيس السابق جوزيه ادواردو دوس سانتوس.
وبعد مرور ثلاثة أشهر فقط على توليه إدارة البلاد، قام جواو لورينسو بتفكيك الامبراطورية السياسية-المالية التي بناها طوال فترة حكمه المديدة سلفه، وأصدر قرارا بإقالة ايزابيل ابنة دوس سانتوس من رئاسة شركة "سونانغول" النفطية الوطنية التي تؤمن ثلاثة أرباع عائدات البلد.
ومن الواضح أن ناميبيا والموزمبيق وجنوب إفريقيا يتابعون عن كثب محاولات المغرب للتقرب من بعض الدول الأعضاء في المجموعة الانمائية لجنوب إفريقيا.