القائمة

أخبار

الانتخابات الجزئية: حزب العدالة والتنمية يواصل مسلسل السقوط الحر

يبدو أن شعبية حزب العدالة والتنمية تضررت كثيرا بعد الأحداث التي تلت الانتخابات التشريعية للسابع من أكتوبر، فبعد هزيمته في الانتخابات الجزئية التي جرت في الجديدة وسطات، لم يحافله الحظ يوم أمس في كل من بني ملال وتارودانت وأكادير.

نشر
الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران إلى جانب رئيس المجلس الوطني للحزب سعد الدين العثماني
مدة القراءة: 4'

بعد مرور حوالي سنة واحدة على الانتخابات التشريعية، التي بوأت حزب العدالة والتنمية المرتبة الأولى، يبدو أن شعبية حزب المصباح بدأت في التآكل وهو ما أظهرته نتائج الانتخابات الجزئية التي نظمت يوم أمس الخميس.

وهكذا، فقد تمكن حزب التجمع الوطني للأحرار، من هزم حليفه في التحالف الحكومي حزب المصباح في الانتخابات الجزئية التي جرت يوم أمس الخميس في كل من دائرة أكادير إداوتنان ودائرة تارودانت.

ففي دائرة أكادير إداوتنان فاز مرشح حزب الأحرار، محمد الولاف، بـ9035 صوتا، مقابل 5690 لمنافسه مرشح العدالة والتنمية محمد أمكراز.

وتمكن مرشح حزب الحمامة عبد الرحمان أبيلا من الفوز بمقعد دائرة تارودانت الشمالية، بعد حصوله على 26534 صوتا، مقابل حصول مرشح حزب المصباح على 7131 صوتا فقط.

وسبق للمحكمة  أن ألغت مقعدين برلمانيين لكل من حميد وهبي عن حزب الأصالة والمعاصرة عمن دائرة أكادير إداوتنان، وحميد البهجة المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار عن دائرة تارودانت الشمالية.

وفي مدينة بني ملال اكتسح حزب البام نتائج الانتخابات الجزئية التي جرت يوم أمس، وحصل مرشحه هشام صابري على أزيد من 12000 صوت، في الوقت الذي لم يحصل مرشح حزب العدالة والتنمية، غازي محمد البريدية، سوى على 6 آلاف صوت.

وسبق للمحكمة الدستورية في 11 يوليوز الماضي أن ألغت مقعدا برلمانيا للنائب البرلماني عن حزب الحركة الشعبية حميد الإبراهيمي بدائرة بني ملال، بناء على الطعن المقدم من طرف لحسن الداودي، بصفته نائب برلماني عن حزب العدالة و التنمية بنفس الدائرة الانتخابية.

مسلسل متواصل  

وسبق للحزب أن حصل على نتائج مخيبة في الانتحابات الجزئية التي شهدتها دائرة الجديدة في 4 مايو الماضي، حيث حصل مرشح حزب العدالة والتنمية على 7371 صوتا، فيما جمع مرشح حزب الاتحاد الدستوري 27785 صوتا.

وفي 14 شتنبر الماضي تلقى حزب العدالة والتنمية صفعة قوية في سطات، بعدما فشل مرشحه في الفوز بالمقعد البرلماني الذي سبق لعبد الله أبو فارس المنتمي لحزب الاستقلال أن فاز به في انتخابات 7 أكتوبر، قبل أن تجرده منه المحكمة الدستورية.

وتمكن آنذاك محمد غيات عن حزب الأصالة والمعاصرة من الفوز بهذا المقعد بعد حصوله على  24135 صوتا، متقدما على كل من مرشح حزب الاستقلال مصطفى القاسمي الذي حصل على 17275 صوتا، ومرشح حزب العدالة والتنمية محمد الحراري الذي حصل على 10620، وعبد الكريم بوديال مرشح حزب النهضة الذي حصل على 226 صوتا.

ورغم أن حزب المصباح تمكن من الحفاظ على مقعده النيابي عن دائرة تطوان يوم 14 شتنبر الماضي، بعدما تقدم إدعمار على منافسته التي تنتمي لفيدرالية اليسار، حيث حصل على 8717 مقابل حصولها على 3745، إلا أنه تم تسجيل تراجع كبير في عدد الأصوات التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية بالمقارنة مع نتائج انتخابات السابع من شهر أكتوبر من سنة 2016، والتي حصل فيها على 20136 صوت محتلا آنذاك المرتبة الأولى.

نتائج كارثية

وفي تعليق منها على نتائج الانتخابات الجزئية الأخيرة، قالت أمينة ماء العينين عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية والبرلمانية عن ذات الحزب إن "نتائج الانتخابات الجزئية في أكادير كارثية بالنسبة للحزب".

وتابعت في تدوينة نشرتها على حائطها في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك "من يبحث عن التبرير والحديث عن خصوصية الانتخابات الجزئية لن يفيد الحزب في شيء،الا اذا اردنا أن نتحول الى مثل تلك الأحزاب التي تصور للناس انهزاماتها المريعة في شكل انتصارات حتى أشرفت على الاندثار".

وأضافت "نحن لا نصلح لمثل هذا الكلام،مرجعية الحزب و"منهجه" يفرض عليه الصراحة والوضوح واجراء النقد الذاتي اللازم أمام المواطنين الذين منحوه ما منحوه اياه في 7 أكتوبر".

وتحدث عن خسارة حزب المصباح في أكادير أمام حليفه في الحكومة حزب التجمع الوطني للأحرار، وقالت إن أكادير حصل فيها حزبها "على مقعدين من أصل 4 في 7 أكتوبر بما يقارب 36 ألف صوت"، مشيرة إلى أن حزب المصباح هو الذي يسير جماعتها بأغلبية مطلقة، متسائلة عما حدث رغم أنه لم تمض سوى سنة واحدة على الانتخابات التشريعية.

وأوضحت أن حزب المصباح فقد اليوم بأكادير "قرابة 30 ألف صوت دفعة واحدة أغلبها من داخل المدينة وليس في البوادي". وتساءلت "أليس هذا سقوطا حرا؟"، ودعت إلى الاعتراف بأن "الأمور ليست بخير وأن المسار ليس قويما وأن خطاب المراجعة والنقد هو خطاب ذو مصداقية دون تشنج أو اصطفاف".

وأكدت أن حزب المصباح بات في حاجة ماسة إلى "نقاش داخلي صريح بعيدا عن الصراخ والاقصاء والدغمائية وتسويق التبريرات تلو التبريرات".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال