القائمة

أخبار

شباب مخيمات تندوف بين سندان عصابات الاتجار بالمخدرات ومطرقة الجماعات الإرهابية

في سنة 2012 اعترف "وزير الدفاع" السابق في جبهة البوليساريو محمد لمين ولد البوهالي، في تصريحات ليومية إسبانية بأن عشرات الشباب الصحراويين انضموا إلى الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل، وبعد خمس سنوات من هذا التصريح اتخذت هذه الظاهرة أبعادا مقلقة إلى حد أن بعض وسائل الإعلام التابعة للجبهة الانفصالية خصتها بمادة إخبارية مطولة.

نشر
مخيمات تندوف
مدة القراءة: 2'

في مقال طويل نشر على موقع إلكتروني تابع لجبهة البوليساريو، تم الاعتراف بنشاط الجماعات الإرهابية داخلي مخيمات تندوف ونجاحها في استقطاب العديد من الشباب. وسبق لأجهزة المخابرات المغربية أن حذرت في العديد من المناسبات من عواقب التحاق العديد من ساكني مخيمات تندوف بتنظيمي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وداعش وباقي التنظيمات المتطرفة.

كما سبق للأمين العام السابق للأمم المتحدة الكوري الجنوبي بان كي مون أن كرر التحذير نفسه في تقرير نشره سنة 2014، ومع ذلك لم تقدم جبهة البوليساريو والجزائر على اتخاذ أي إجراء على أرض الواقع للحد من هذه الظاهرة.

وفي ظل الصمت في مخيمات تندوف عن هذه الظاهرة التي تعتبر قضية في غاية الحساسية بالنسبة لابراهيم غالي والمحيطين به، كسرت وسائل إعلام مقربة من الجبهة الانفصالية هذا الطابو وخصصت مقالا طويلا للحديث عن الموضوع، إلا أنها لم تقدم معطيات عن عدد الصحراويين الذين انضموا إلى الجماعات الإرهابية.

وبحسب ما أفاد به مصدر مطلع لموقع يابلادي فإن "عمليات مغادرة الشباب للمخيمات من أجل الالتحاق بالتنظيمات المتطرفة تتم بمعرفة جميع السكان، كما أن هذه المغادرة تتم بدافع وجود أعضاء في البوليساريو على رأس هذه الكيانات الإرهابية، والدليل على ذلك هو حالة أبو الوليد الصحراوي، الذي ينشط في شمال مالي".

وأبو الوليد الصحراوي من مواليد مدينة العيون، والتحق بمخيمات تندوف مع بداية التسعينات، وتحمل مسؤولية في "اتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب" التابع للجبهة الانفصالية، وفي سنة 2011 انضم إلى "حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا"، وبعد أربع سنوات من ذلك قرر مبايعة تنظيم داعش، وحرض في شريط فيديو نشر على الأنترنيت على مهاجمة بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية المعروفة اختصارا باسم المينورسو، وكذا المملكة المغربية.

وفي الوقت الذي باتت فيه الجماعات المتطرفة تمثل ملاذا للعديد من الشباب الصحراويين، يفضل آخرون الانضمام لعصابات التهريب والاتجار في المخدرات، أو تقديم طلب للجوء إلى إسبانيا هربا من الفقر.

ظروف الحياة في المخيمات صعبة جدا، حتى ان عدد من الأطباء الصحراويين الذين تلقوا دراستهم في المعاهد والجامعات الكوبية رفضوا العودة إلى المخيمات، وهو ما جعل "سفير" جبهة البوليساريو في هافانا يطالب السلطات الكوبية بعدم تسليمهم الشهادات التي تحصلوا عليها.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال