منذ اليوم الأول لعيد الأضحى انتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي للحوم الأضاحي وقد تحول لونها إلى اللون الأخضر، وأرجع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) في بيان له الأمر إلى عدم احترام الشروط الصحية للذبح والسلخ والحفاظ على اللحوم في ظروف جيدة قبل تقطيعها وتخزينها عبر التبريد أو التجميد، غير أن هذا التبرير لم يقنع الكثيرين الذين ذهب بعضهم إلى أن السبب راجع إلى استعمال حقن غير صحية لتسمين الأَضاحي.
وفي تصريح لموقع يابلادي قال الدكتور بوعزة الخراطي رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك إن تبريرات المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية "غير مقنعة"، مضيفا أنها "ليست المرة الأولى التي يتزامن فيها عيد الأضحى مع فصل الصيف، واللحوم تعرض في الأسواق وفي درجة حرارة مرتفعة، ولم يحدث مثل هذا المشكل، إذن هناك مشكل آخر ونحن نثق فيهم من أجل الوصول إلى السبب الحقيقي".
وتابع الخراطي قائلا "لازلنا نتوصل بشكايات لحد الآن، ما وقع كارثة، هناك من اقترض لشراء الأضحية وهناك من عمل وقتا طويلا من أجل شرائها وفي الأخير سيجد نفسه مجبرا على رمي لحومها".
وعن مصير الشكايات التي يتلقونها قال إنهم يرسلونها "إلى المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، الذي يأخذ عينات ويرسلها إلى المختبر وسنرى ما هي النتائج".
وختم حديثه للموقع قائلا "المواطنون لم يقتنعوا بتبريرات أونسا، ليست حالة واحدة أو عشرة حالات، بل إن المشكل هم أكثر من ثلث الأضاحي من طنجة إلى مراكش".
وعلاقة بالموضوع ذاته وجه النائب البرلماني جمال كريمي بنشقرون، عن المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية، سؤالا كتابيا لوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات حول فساد وتعفن وتغير لون لحوم الأضاحي بمناسبة عيد الأضحى.
وأشار النائب إلى أن سؤاله جاء تفاعلا مع موجة الانتقادات و الاستهجان التي عبرت عنه الكثير من الأسر المغربية على مواقع التواصل، بعد انبعاث روائح كريهة من الأضاحي في أقل من 24 ساعة من ذبحها.
وجاء في السؤال أن "أغلب اتجاهات الرأي التي تم تداولها على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، تؤكد على أن الأسباب الرئيسة للتعفن قد يكون ناتجا عن استعمال مواد علفية مغشوشة إلى جانب استخدام أدوية ومواد كيماوية تستعمل خلال فترة تسمينها من لدن مربي الماشية".
وطالب جمال كريمي بنشقرون في سؤاله من المصالح المختصة بوزارة الفلاحة فتح تحقيق في الأعلاف المستعملة ومصدرها ومحاسبة المتورطين .مع ذكر أهم الاحتياطات التي ستقوم بها مصالح وزارة الفلاحة لمراقبة هذه الأعلاف ومدى مطابقتها للمعايير الصحية المعمول بها عالميا.