قبل تعيين هورست كوهلر مبعوثا أمميا إلى الصحراء، كان الأمين العام الأممي السابق بان كي مون قد عينا ألمانيا آخر هو مارتن كوبلر مبعوثا إلى ليبيا، غير أن هذا الأخير أعفي من مهامه من قبل الأمين العام الأممي الحالي أنطونيو غوتيريس بعد مرور 14 شهرا فقط على تعيينه، لكن يستبعد أن يواجه كوهلر نفس مصير مواطنه كوبلر.
فمن المؤكد أن كوهلر لن يوجه الصعوبات التي واجهها كوبلر في ليبيا، وسيكتفي بالتعامل مع ثلاثة لاعبين أساسيين في نزاع الصحراء هم المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر.
وسيباشر كوهلر مهامه دون ضغوط من قبل مرؤوسيه في الأمم المتحدة ومن الدول الكبرى، فعلى خلاف ما كان عليه الوضع في ليبيا، فإن النزاع لإقليمي في الصحراء الغربية لا تضعه القوى العالمية الكبرى ضمن أولوياتها، ويتضح ذلك من خلال التأخير الكبير في الإعلان عن تعيين الرئيس الألماني السابق بشكل رسمي مبعوثا إلى النزاع.
التحدي الأكبر..العودة إلى المفاوضات غير المباشرة
كما أن اختيار مبعوث ألماني إلى الصحراء الغربية يمثل دليلا آخر على عدم اهتمام العواصم العالمية الكبرى بهذا النزاع، إذ أن إدارة ترامب لم تفرض التعامل وفق شعار "أمريكا أولا"، على عكس الإدارة السابقة التي كان يقودها باراك أوباما، والتي فرضت في 10 يناير 2009 تعيين السفير الأمريكي السابق في الجزائر كريستوفر روس مبعوثا أمميا.
ومن المتوقع أن يبدأ كوهلر مهامه بالقيام بجولات تشمل الرباط والجزائر ومخيمات تندوف ونواكشوط ومدريد وباريس، ويمكن أن تمتد هذه الجولات لتشمل عواصم أخرى مثل لندن وموسكو وواشنطن.
وسيكون التحدي الرئيسي الذي سيواجهه هو إقناع المغرب باستئناف عملية المفاوضات غير المباشرة التي توقفت منذ مارس 2012.
يذكر أن كوهلر سيكون ملزما بتقديم إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي التابع للأم المتحدة حول نزاع الصحراء في أوائل شهر أكتوبر المقبل.