في سابقة من نوعها أعلنت جبهة البوليساريو أن ميليشياتها تمكنت مساء يوم الأحد في منطقة أغشان لبيظ، في قطاع كلتة زمور، شرق الجدار الرملي المغربي "من إلقاء القبض على مجموعة من المهربين، مكونة من 19 مواطناً مغربياً، ممن يطلق عليهم اسم الحمالة، الذين يتولون عملية نقل المخدرات إلى شرق جدار الاحتلال المغربي" بحسب ماذكر الموقع الرسمي للجبهة الانفصالية.
واتهمت جبهة البوليساريو المغرب باستخدام "سموم المخدرات" وبدعم و"تشجيع عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية" في إطار سعيه لزعزعة "الاستقرار في المنطقة"، وأكدت تصميمها "على التصدي لهذه السياسات والمخاطر والآفات، في إطار التزاماتها الدولية عامة وعلى مستوى الاتحاد الإفريقي".
ونقل موقع "المستقبل الصحراوي" عن مسؤول في الجبهة الانفصالية قوله، إن بعثة المينورسو زارت المهربين الذين أوقفتهم ميليشيات الجبهة، واطلعت على أحوالهم "ما قد يفتح المجال للبعثة الاممية للقيام بوساطة في هذا الملف مستقبلاً".
وقال المسؤول في البوليساريو إن "الموقوفين ينتمون الى مناطق جنوب المغرب"، ما يفسر بحسب كلامه "النية المبيتة" لدى المغرب "في توريط العنصر الصحراوي في عمليات تهريب المخدرات العابرة للحدود".
محاولة للهروب إلى الأمام
إعلان جبهة البوليساريو عن اعتقال مهربين مغاربة للمخدارت، يأتي في الوقت الذي تعيش فيه مخيمات تندوف انفلاتا أمنيا كبيرا بفعل الصراع بين تجار المخدرات. فخلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري اندلعت اشتباكات مسلحة بمخيم "أوسرد" بين عصابات للاتجار بالمخدرات، أدت إلى إصابة العشرات، في الوقت الذي اكتفت فيه ميليشيات البوليساريو بمراقبة الوضع دون أن تحرك ساكنا.
ويرجع البعض سبب الاشتباكات، إلى دخول الخلاف بين زعيم الجبهة ابراهيم غالي و "وزير الدفاع السابق" بالجبهة محمد لمين البوهالي منعطفا جديدا، بسبب سعي كل منهما إلى الاستئثار بتجارة المخدرات والتهريب التي تدر أرباحا طائلة.
وكان زعيم الجبهة الانفصالية قد قرر عدم التوجه إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا للمشاركة في قمة الاتحاد الإفريقي التي انعقدت يومي 3 و 4 يوليوز الجاري، في محاولة منه لتركيز جهوده على بسط سيطرته على مخيمات تندوف، وسحب البساط من تحت أقدام خصمه لمين البوهالي الذي بدأ نفوذه يتزايد.
وقبل أيام تجددت الاشتباكات لكن هذه المرة عند بوابة مخيم بوجدور الذي تقطنه غالبية قادة البوليساريو، والذي لا يبعد عن مخيم الرابوني حيث توجد كافة مقرات للبوليساريو، سوى بثمانية كيلومترات.
ومباشرة بعد هذه الأحداث، حاولت جبهة البوليساريو طمأنة سكان المخيمات عن طريق استدعاء قوات جديدة لتأمين المخيمات، وهو ما رأى فيه القيادي السابق في الجبهة مصطفى سلمى ولد سيدي مولود مجرد "ذر للرماد في العيون"، متهما جبهة البوليساريو بأنها "تريد افساد مجتمع المخيمات حتى ﻻ يبقى من يزايد عليها".
موريتانيا تغلق حدودها مع الجزائر
أمام النشاط الكبير لتجار المخدرات في مخيمات تندوف، وجدت القوات المسلحة الموريتانية نفسها مضطرة لتكثيف مراقبتها للحدود مع الجزائر.
وأعلنت وزارة الدفاع الموريتانية في بلاغ لها عن منع "كافة مواطنيها العابرين والقاطنين في المنطقة العسكرية المغلقة شمال البلاد، من أي تحرك مدني في هذه المنطقة لصعوبة التمييز بين المدنيين المسالمين ومهربي المخدرات الذين اجتاحوا المنطقة مؤخرا".
وأوضح البلاغ ذاته أن "ولوج مجموعات مهربي المخدرات كان سببا مباشرا وراء إعلان المنطقة العسكرية المذكورة منطقة محظورة، ليتم الإبلاغ بأن أي شخص يعبر أو يتجول في هذا الجزء من التراب الوطني يعرض نفسه لخطر إطلاق النار دون إنذار مسبق".
وحسب ذات المصدر فإن المناطق المعنية بالقرار هي مناطق الشكات في الشمال الشرقي وعين بنتيلي في الشمال الغربي، واظهر تيشيت في الجنوب الغربي، ولمريه جنوباً، وهي مناطق مجاورة لمخيمات تندوف، أو لمناطق تنشط فيها ميليشيات البوليساريو شرق الجدار الرملي المغربي.