أفاد مصدر مطلع لموقع يابلادي أن قيادة جبهة البوليساريو لم تتخذ بعد قرارا نهائيا بخصوص كيفية الرد على قرار المغرب دمج مياه الصحراء في المياه الإقليمية المغربية، حيث "عقدت الأمانة العامة للجبهة أمس اجتماعا عاصفا حول هذا الموضوع".
وأضاف محدثنا وقعت خلافات قوية بين اتجاهين متعارضين، الأول بقيادة ابراهيم غالي والذي دعا إلى تجنب أي تصعيد مع المملكة المغربية، فيما رأى التيار الثاني بزعامة بشير مصطفى السيد (شقيق مؤسس جبهة البوليساريو) بضرورة الرد بشكل حازم على ما أسماه "الاستفزاز" المغربي.
إعادة الانتشار في الكركرات
هذا الاختلاف في الرأي والغير المبني على حجج منطقية، يزيح النقاب عن انقسام واضح بين الحرس القديم داخل الجبهة الانفصالية.
نفس المصدر كشف أن تيار مططفى السيد عارض بشدة ما ذهب إليه ابراهيم غالي، واقترح اتخاذ إجراءات أكثر تشددا من قبيل إعادة الانتشار في منطقة الكركرات قرب الحدود الموريتانية، وهو الاقتراح الذي لم يحظ بدعم الأغلبية.
ورغم أن أغلبية الأمانة العامة للجبهة الانفصالية قررت الوقوف إلى جانب ابراهيم غالي، إلا أن بشير السيد ومن يقف معه لم يتقبلوا الهزيمة، علما أن ميزان القوى داخل الجبهة قد يتغير في أي لحظة في حال قررت الحكومة الجزائرية دعم معسكر على حساب الآخر.
ورأى مصدرنا أنه في "الجارة الشرقية ترى الكثير من الأصوات أنه حان الوقت لإعادة تمركز ميليشيات الجبهة في الكركرات، وهم يعتقدون أن أحداث الحسيمة توفر لهم الفرصة المثالية للقيام بمثل هذه الخطوة".
لكن أي تصعيد في منطقة الكركرات، سيشكل بالدرجة الأولى تحديا للأمم المتحدة وبعثتها المنتشرة في المنطقة.
وللتذكير فقد سبق للبوليساريو أن اضطرت للانسحاب من المنطقة العازلة بالكركرات، بعد أشهر من تمركز ميليشياتها بها، عشية صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2351.