خلافا للرواية الرسمية التي روجت لها جبهة البوليساريو والتي تتحدث عن "نكسة" للدبلوماسية المغربية في قمة الاتحاد الإفريقي الأخيرة، أقرت وسائل إعلام مقربة من الجبهة بتعاظم تأثير المغرب داخل المنظمة القارية.
وقال موقع "المستقبل الصحراوي" المقرب من "وزير الدفاع" السابق في جبهة البوليساريو محمد لامين البوهالي الذي بات يعتبر الخصم اللدود لزعيم الجبهة ابراهم غالي، نقلا عن مصادر من العاصمة الإثيوبية، إن المغرب تمكن من تسجيل عدة نقاط لصالحه بعد ستة أشهر فقط من انضمامه رسميا إلى الاتحاد الإفريقي.
وتطرق الموقع إلى الخلاف بين المغرب وحلفائه من جهة وجبهة البوليساريو حلفائها من جهة ثانية بخصوص المادتين 88 و 89 من تقرير لجنة المندوبين المقدم أمام الدورة ال 31 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي واللتين تتضمنان "تكليف اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب بزيارة الصحراء الغربية".
وقال إن 16 دولة عضو طالبت بحذف الفقرتين، مشيرا إلى أن نيجيريا التي كانت تعد من بين أهم داعمي البوليساريو في إفريقيا لم تقف في صف الجزائر وجنوب إفريقيا، بحيث "طالب ممثلها بعدم خلط الامور"، وقال إن "القارة الافريقية محتاجة للوحدة بدل الفرقة"، مؤكدا أن المسالة ليست مسالة صراع فيها غالب ومغلوب مضيفا "نحن نسعى الى حل هذا النزاع الطويل والمر".
ونقل موقع "المستقبل الصحراوي" عن مصدر دبلوماسي من الجبهة الانفصالية قوله إن ما جرى يعتبر خروجا "عن القواعد والاجراءات المتبعة داخل هيئات الاتحاد الافريقي ، وان المتضرر مستقبلا سيكون الطرف الصحراوي".
المتحدث ذاته أكد أن المغرب سيعمل مستقبلا على نسف كل المكاسب التي تمكنت جبهة البوليساريو من تحصيلها داخل الاتحاد الإفريقي، معتبرا أن تسويق البوليساريو لـ"فشل المغرب في أول اختبار داخل القارة الافريقية مجرد كذبة حيث ان خطاب رئيس المفوضية في افتتاح قمة الزعماء والافارقة التاسعة والعشرين رحب برؤية الامين العام الاممي الجديد في التعامل مع القضية الصحراوية دون الحديث عن دور افريقي يذكر".
وتابع أن امتلاك المغرب القدرة على التأثير في قرارا قرارات الاتحاد الافريقي في ستة اشهر من انضمامه الرسمي، سيجعله مستقبلا قادرا "على التأثير في تعديل القانون التأسيسي" ما سيمكنه من تقديم ملتمس لطرد جبهة البوليساريو من المنظمة القارية.
وأضاف أن المغرب "كان يؤثر في منظمة الاتحاد وهو خارجها عبر حلفائه ولم نستطع التصدي لذلك فكيف سيكون وهو داخلها عضوا كامل العضوية".