القائمة

interview_1

عبد الصمد بلكبير: مبادرتي لإنهاء الأزمة في الريف لاقت تجاوبا كبيرا

بعد مرور أسابيع قليلة على إطلاق كل من حسن طارق و عياد أبلال و أنس الحسناوي ولطيفة البوحسيني مبادرة في محاولة لوضع حد للأزمة التي تمر بها منطقة الريف منذ ثمانية أشهر، أطلق المفكر والسياسي والأكاديمي المغربي عبد الصمد بلكبير مبادرة جديدة تحت اسم "مسيرة الخيط الأبيض" للخروج من الأزمة.

ولتسليط الضوء أكثر على هذه المبادرة الجديدة أجرينا حوارا مع بلكبير، الذي أكد أنه أجرى اتصالات مع عدد من الشخصيات المعروفة في البلاد وأن مقترحه لقي استجابة واسعة.

نشر
عبد الصمد بلكبير
مدة القراءة: 3'

هلا حدثتنا أكثر عن مبادرة "مسيرة الخيط الأبيض" التي قمت بالإعلان عنها؟

"مسيرة الخيط الأبيض" مبادرة جاءت إثر وضع الأزمة وحالة الترقب والانتظار التي يعيشها الجميع، بحيث لم يعد مكننا للأطراف المفروض فيها المبادرة أن تبادر لأن الحكومة مطعون فيها والأحزاب السياسية قامت بتصريح معين واعتبرها الآخرون دكاكين سياسية، فبالتالي أصبحت خارج العملية.

وبالنسبة لصاحب الجلالة لا يمكن أن يتدخل في هذه الشروط لأنه هو سلطة تحكيمية، وإذا قدم تنازلات على حساب الأمن والحكومة، فهذا سيعني أن هيبة السلطة ذهبت أدراج الرياح. والمحتجون غير مستعدون لوضع حد لاحتجاجاتهم حتى خروج المعتقلين، وهؤلاء لا يمكن إطلاق سراحهم إن لم يتم التوصل إلى توافق، إذا نحن في وضعية سيئة.

مبادرتكم تأتي بعد فترة وجيزة من مبادرة مماثلة أطلقها حسن طارق وفاعلون آخرون...

المبادرة التي كان قد أطلقها حسن طارق كانت غير متقونة، لأنه لم يتشاور مع الشخصيات التي اقترحها، فبالتالي جاءت هذه المبادرة كي نخرج من المأزق، لأننا وصلنا إلى وضعية عناد، وبالمناسبة أنا أقول ليس دائما أحد الطرفين على حق والآخر على باطل، بعض المرات يمكن أن يكونا معا على حق ولكن لم يصلا إلى تفاهم، ولذلك جاء حل "الخيط الأبيض" لكي يتم حل المشكل مع حفظ حق كل طرف.

هل تلقيتم دعما من شخصيات أو جهات ما؟

قبل إطلاق المبادرة تشاورت مع عدد من الناس وشجعوني ومنهم من لهم ثقل. فمثلا من قطاع العلماء هناك مصطفى بنحمزة، ومن رموز المقاومة مولاي عبد السلام الجبلي إضافة إلى عدد من المثقفين أهمهم خناتة بنونة، أما السلفية العلمية فكل رموزها يدعمون المبادرة ومنهم حماد القباج.

ماذا عن الأحزاب السياسية؟

بالنسبة للأحزاب وقع إخبارهم وليس استشارتهم لأن المبادرة لا تعنيهم لا هم ولا الحكومة. وطبعا الأمل هو الاتحاد المغربي للشغل، نحن نتذكر ما فعل الاتحاد العام التونسي للشغل في الأزمة الأخيرة في تونس، نفس الشروط في المغرب الأمر المختلف هو أن لهم نقابة واحدة ونحن لنا نقابات.

الاتحاد المغربي للشغل يتناقش كي يتولى الإجراءات لأنه هو الذي يملك جهازا لوجستيا قادرا على التعبئة والتنظيم والتأطير والتنسيق، لا زلت  أنتظر. عناصر قيادية من النقابة تدعم المبادرة ولكن هم الآن يقومون باجتماعاتهم للتشاور. الأمور متوقفة هنا، المفروض ما بين اليوم والغد أن يظهر شيء ما.

هل تعتقد أن مبادرتكم ستجد صدى لها عن الأطراف المعنية؟

في تاريخ البشرية والمجتمعات لكل أزمة حل، ونحن قدمنا هذه المبادرة ونأمل أن يكون خير، ولنفرض أنها لم تنجح فستظهر مستجدات أخرى، لكن في جميع الحالات الجميع في أزمة وفي وضعية لا يحسدون عليها، والجميع في مصلحته الخروج من هذه الوضعية.

واضح أنه لا وجود لحل إلا في إطار صيغة من مثل هذه الصيغ التي تقتضي اجتماع الناس بالمئات وتحت قيادة نخب معتبرة، كالبودشيشية وزوايا وشيوخ قبائل وشخصيات من أمثال اليوسفي واليازغي ومولاي اسماعيل العلوي ...، والتوجه  إلى الحسيمة كمن "يرمي العار" ولا أعتقد أنهم لن يتجاوبوا معنا. وعند توقف الاحتجاجات سيتجه المشاركين في المبادرة إلى عند صاحب الجلالة. كل هذا سيكون في سياق المصالحة وليس في سياق منتصر ومنهزم .

أنا أملك قوة اقتراحية، قدمت المبادرة عندما يتبناها  طرف ما، هو الذي سيقوم بالمذاكرات، وأهمها هي المذاكرة مع الدولة نفسها. عندما سيظهر بأن هذه المبادرة تشكل أفقا للحل، من المؤكد أنه سيلتحق بها الجميع ويستحيل أن يتخلى عنها أي أحد.

ما أود التأكيد عليه هو أن تفعيل هذه  المبادرة أمر مستعجل، إن لم تظهر مؤشرات هذا الأسبوع فسيعني أنها لم توفق.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال