زادت الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة الحسيمة والمناطق المجاورة لها من تعميق الأزمة التي يمر بها حزب العدالة والتنمية، إذ وصل الأمر إلى حد مطالبة قياديين بارزين في الحزب بالانسحاب من الحكومة.
حيث قال عضو الأمانة العامة للحزب عبد الصمد الإدريسي في تدوينة نشرها على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، في تعليق منه على الاحداث التي شهدتها مدينة الحسيمة يوم عيد الفطر "لا انتظر اليوم من حكومة الكل يعرف ظروف تشكيلها وموقف فئات عريضة من السياسيين والحقوقيين ومن عامة الناس منها... لا انتظر منها اليوم الشيء الكثير".
وانتقد الإدريسي في تدوينته صمت رئيس الحكومة سعد الدين العثماني وقال "في بعض اللحظات والمواقف نحتاج الى الكلام الواضح البين". وتابع أن "اللحظة تقتضي ان تكون في البلد معارضة قوية ذات مصداقية، جريئة، تعارض، تفضح، تكشف، ويمكن بل الاكيد مستعدة لاداء ثمن ذلك".
وتساءل "أليس مكان العدالة والتنمية اليوم ليقوم بدوره تجاه الوطن والشعب والسياسة، هو المعارضة وليس الحكومة؟" وأردف قائلا "نعم كانت تطوقنا اصوات الناخبين الذين صوتوا لنكون في الحكومة ونكمل مسارا بدأ، لكن لا يجب ان نقف عن لحظة التصويت، لانه بعدها جرت متغيرات كثيرة، وجب بعدها ان نقرأ نبض الشارع وتوجهاته ونقرر على ضوئها". وختم تدوينته متسائلا "ما جدوى وجودنا في الحكومة؟ سؤال لم اعد أجد له جوابا؟".
من جهتها كتبت النائبة البرلمانية عن حزب المصباح إيمان اليعقوبي في تدوينة على حسابها الفايسبوكي أن "مناضلو العدالة والتنمية لا يضرهم أو يخيفهم الخروج من الحكومة ولا حل البرلمان ولا إعادة الانتخابات".
وتابعت أنه "لا يخيف المناضل الحقيقي خسارة منصب أو خسارة الحزب لموقع. لكن ما حصل يظهر أن الطرف الآخر هو الذي وصل لمرحلة الأزمة. فإن كنا في العدالة والتنمية منفتحين على كل الخيارات بالرغم من ترجيح كل عضو لخيار أكثر من الثاني، فإن من تسببوا في الأزمة لم يعودوا مستعدين لهذه الخيارات لأنها لن تخرجهم من أي ورطة هم فيها ولن تنجح ما خططوا له من خلق كيانات حزبية عجينة تواجه الكيانات الأخرى التي لها تاريخ وحضور في وعي المواطن".
أما النائبة البرلمانية عن الحزب أمينة ماء العينين فتساءلت في تدوينة على الفايسبوك "هل لايزال هناك مشكك في كون حزب العدالة والتنمية يمر بأسوأ مأزق عرفه منذ تأسيسه؟".
وأضافت أن "مايدل على أن هذا الحزب حزب حقيقي بمناضلين حقيقيين ومشروع سياسي حقيقي هو هذه الانتفاضة في صفوفه من طرف قواعده.قوة النقد والدعوات المخلصة للتصحيح والتقويم تدل على أن هذا الحزب ليس كغيره من الأحزاب".
وانتقدت الذين يدعون الى الصمت حفاظا على "بيضة الحزب" وتعبيرا عن "التماسك" و"قوة التنظيم"، مضيفة أن "قوة التنظيم وتماسكه يجب أن تكون على أساس قوي ومتين يتمثل في الفكرة والأطروحة الجامعة المقنعة".
بدوره قال عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية حسن حمورو على حسابه بالفايسبوك إن وزراء حزب المصباح في الحكومة "في حاجة إلى تذكير وتنبيه "صاخب" ينفض بعضا من غشاوة سوء التقدير والقراءة غير الموفقة للمعطيات التي برروا بها المشاركة في حكومة ظهر أنها مرفوضة شعبيا وأن ثقة المواطنين فيها ضعيفة جدا".
وتابع أنه "ليس مطلوبا منهم الانسحاب منها، ولكن مطلوب وبإلحاح التعبير عن الانتماء للعدالة والتنمية بما هو انحياز للشعب ولمصلحة الشعب دون الاخلال بالواجب تجاه مؤسسات الدولة، المأمول هو استفاقة شجاعة قبل فوات الأوان وعودة جريئة إلى الحزب قبل تآكل الرصيد... أو إعلان صريح عن مسافة تنظيمية مع الحزب".
وختم بالقول "الاصلاح ليس وعدا انتخابيا يتلاشى بالوصول إلى كرسي الوزارة، إنه هم يومي وصمود متواصل ومتجدد يبدأ بقول الحق في الوقت المناسب".
وأمام تصاعد الأصوات المطالبة بمراجعة موقف حزب المصباح من الاستمرار على رأس الحكومة، دعا الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران لعقد اجتماع للأمانة العامة، لمناقشة تعاطي الحزب مع الوضع في الريف، بحسب ما أورده موقع الأول.