قضية الصحراء: المغرب يرحب بالقرار الأممي الجديد والبوليساريو تلتزم الصمت

خلافا للسنة الماضية اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع يوم أمس الجمعة القرار رقم 2351 المتعلق بالصحراء الغربية، الذي قدمت مشروعه الولايات المتحدة الأميركية.

القرار الجديد يمد ولاية بعثة المينورسو لسنة أخرى، كما أنه يحث طرفي النزاع على الاحترام التام للاتفاقات العسكرية التي تم التوصل إليها مع البعثة بشأن وقف إطلاق النار.

وأقر مجلس الأمن الدولي بأن الأزمة الأخيرة في منطقة الكركرات تثير قضايا أساسية تتعلق بوقف إطلاق النار والاتفاقات ذات الصلة، وشجع الأمين العام على استكشاف سبل لمعالجة تلك القضايا.

وقال بيان صادر عن مكتب المتحدث باسم الأمين العام إنه يجب على طرفي النزاع أن يعملا على تهيئة بيئة تيسر تحقيق عزم الأمين العام على إعادة إطلاق عملية التفاوض بـ"دينامية جديدة تعكس قرارات مجلس الأمن الدولي وتوجيهاته".

ودعا البيان الأطراف إلى الامتثال لالتزاماتها وفق اتفاق وقف إطلاق النار، واحترام نصه وروحه، والتعاون الكامل مع بعثة المينورسو. وشدد البيان الصحفي على أهمية ضمان عدم اندلاع توترات جديدة في منطقة كركرات.

واشنطن تحيي مبادرة الحكم الذاتي                                

في تصريح لوسائل الإعلام شددت نائبة ممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفيرة ميشيل سيسون على ضرورة السماح لقوات حفظ السلام الأممية بممارسة مهامها من دون عوائق، وحثت مجلس الأمن الدولي على النظر "بصورة أوسع" في قضية الصحراء.

وأعربت الدبلوماسية الأمريكية عن دعمها لمبادرة الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس لاستئناف عملية المفاوضات "بديناميكية جديدة وروح جديدة"، كما أشادت سيسون أيضا بمقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب سنة 2007، ووصفته بأنه "مقترح ذو مصداقية وأنه واقعي"، ويمثل "مقاربة من المحتمل أن تلبي تطلعات شعب الصحراء لإدارة شؤونهم في سلام وكرامة".

من جهة أخرى أكد فرانسوا ديلاتر، سفير فرنسا لدى الامم المتحدة بحسب ما نقلت وكالة المغرب العربي للأنباء، مجددا موقف بلاده التي تعتبر أن مخطط الحكم الذاتي يمثل "أرضية جدية وذات مصداقية" لحل نزاع الصحراء الغربية.

وقال ديلاتر بالمجلس عقب مصادقته على القرار 2351 إن "فرنسا تواصل اعتبار مخطط الحكم الذاتي، الذي قدمه المغرب سنة 2007، أرضية جدية وذات مصداقية للتوصل إلى حل متفاوض بشأنه".

ووفقا للدبلوماسي الفرنسي، فإن تسوية النزاع ستساهم في "تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي في المنطقة"، مجددا التأكيد على دعم فرنسا الكامل للعمل الذي تقوم به الأمم المتحدة وبعثة المينورسو.

المغرب يرحب بقرار مجلس الأمن والبوليساريو تلزم الصمت

رجب المغرب بالقرار الجديد لمجلس الأمن الدولي حول الصحراء الغربية، وقال السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، خلال مؤتمر صحفي عقب المصادقة على القرار 2351، "نحن "سعداء للغاية لأن القانون والشرعية الدولية سادا في مواجهة وقاحة وفشل البوليساريو، التي انصاعت أمام تصميم أعضاء مجلس الأمن".

ودعا القرار الأممي الجديد الجزائر إلى "المساهمة في العملية السياسية لتسوية هذا النزاع" وهو ما يؤكد بحسب السفير المغربي "مركزية دور الجزائر" في نزاع الصحراء.

وقال هلال إن الجزائر " لا تستطيع أن تتهرب من مسؤوليتها في هذا النزاع الإقليمي، أو من الدور الذي يجب أن تقوم به من أجل التوصل إلى تسوية نهائية في إطار حل سياسي".

وللتذكير فإن القرار 2351 دعا إلى إحصاء ساكنة مخيمات تندوف، وهي رسالة موجهة بالدرجة الأولى للجزائر من أجل السماح للأمم المتحدة بالقيام بعملية الإحصاء.

وفي الوقت الذي رحب فيه المغرب بالقرار الجديد، لا تزال جبهة البوليساريو التي اضطرت إلى الانسحاب من منطقة الكركرات تلتزم الصمت.