كيف تنظر باعتبارك مهتما بالشأن الأمني إلى سباق التسلح بين المغرب والجزائر؟
بالنسبة لأمر سباق التسلّح الذي يجري بين الدولتين الجارتين الجزائر والمغرب، أمر قديم ويعكس انعدام الثقة القائم أصلا من تبني النظام الجزائري لحركة انفصالية تسعى لتأسيس دولة من دون مقومات.
كما أنه يعكس رغبة كل طرف للحفاظ على حدوده ومكتسباته.. هذا فضلا عن خلافات شكلية لا أعتقد أنها ترقى الى مستوى هذا الإنفاق الكبير من ميزانيتي البلدين.
كيف ترى استمرار إغلاق الحدود بين البلدين؟
إغلاق الحدود الجزائرية ـ المغربية كان هدفا سعت لها القيادات العسكرية الحاكمة في الجزائر، وسعت لأجل تحقيقه من أجل ممارسة ضغوط اقتصادية على المغرب، حيث كانت التجارة البينية مزدهرة بين البلدين وتحل مشاكل اقتصادية كبرى.
وكان الهدف من إغلاق الحدود من الجانب الجزائري، هو دفع سكان تلك المدن للتمرد بفعل الحاجة الاقتصادية، لكنه رهان تبين مع الأيام أنه رهان خاسر.
هل تتعرض لتهديدات بعد حديثك عن تورط المخابرات الجزائرية في تفجير مراكش؟
الحديث عن تورط النظام الجزائري في تفجيرات فندق أطلس أسني في مراكش عام 1994 كشفته منذ عدة أعوام، وقدمت حجتي في ذلك.
أما أنني تعرضت لتهديدات فذلك أيضا صحيح، لكنني أعول بعد الله أولا على أمن المملكة المتحدة، التي تعرف عني كل صغيرة وكبيرة.
وفِي كل الأحوال فإن الأعمار بيد الله، ويكفي الانسان فخرا أنه يستطيع أن يقول للظالم إنك ظالم.
يتهمك البعض بالعمالة للمخابرات المغربية فما ردك ؟
سؤالك عن عمالتي للاستخبارات المغربية يثير السخرية والضحك أيضا، فأن تكون عميلا لجهة ما الأصل أن تكون عاملا معها وفِي ظلها، والحال أنني مقيم في المملكة المتحدة، ولو ثبت أنني كذلك لكنت مساءلا، ولذلك فهذه تهمة غبية ولا تنم إلا عن جهل ومحاولة للهروب من تحمل المسؤولية.
مع أن هذا السؤال يغيب فيه الحس الصحفي لجهة الكفة الأمنية، إلا أنني سأجيبك بصراحة تامة، الاتصال الوحيد بيني وبين المغاربة، يتم عبر الحوارات الصحفية التي تجري بين الفينة والأخرى، تماما مثل حوارك هذا.
باعتبارك مطلعا على ما يجري في منطقة المغرب العربي، كيف تنظر إلى تهديدات البوليساريو المتكررة بحمل السلاح في وجه المغرب؟
عودة تهديد البوليساريو بالعودة الحرب مجرد استهلاك إعلامي ليس الا، لكنه تهديد يجب أخذه بالجدية المطلوبة، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الحرب ليست فقط المواجهات المباشرة، وإنما قد تأخذ أشكالا ارهابية متعددة.
قبل أيام انضم المغرب رسميا إلى الاتحاد الإفريقي، ما هي قراءتك لهذه الخطوة؟
بالتأكيد يمكن اعتبار خطوة إعادة تفعيل عضوية المغرب في مؤسسات الاتحاد الإفريقي منعطفا سياسيا مهما في عمل هذه المؤسسة، ليس فقط للأهمية الاستراتيجية التي يحتلها المغرب على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، ولعراقته وكونه مثل جسرا للتواصل بين قارتي افريقيا وأوروبا، وإنما لكونه مبادرة سياسية متقدمة للدفاع بالوسائل السلمية عن سيادته ووحدته.
نحن جميعا ندرك أن المنظمة الافريقية قد اعترفت في وقت مبكّر بجبهة البوليساريو، يوم كان المد الشيوعي في أوجه، ومازالت هذه المنظمة تعترف بهذا الكيان، لكن اليوم في ظروف متغيرة، اختلفت فيها القوى المتحكمة، وأيضا بوجود أجيال جديدة تريد أن تعيش حاضرها ومستقبلها بعيدا عن الاحقاد الأيديولوجية الزائفة.
من هذه الزاوية أنظر إلى خطوة عودة المغرب إلى المنتظم الإفريقي بأنها صناعة للمستقبل، وإسهام في منح هذا المنتظم الوظيفة السياسية والاقتصادية والأمنية التي قام من أجلها.
لقد عمد أصدقاء النظام الجزائري في الاتحاد الأفريقي الى تقديم مواساة سياسية. للنظام الجزائري بتعيين رئيسه المقعد والصامت عن الكلام منذ ما يزيد عن أربعة أعوام منصب نائب الرئيس، وهو منصب فخري اعتباري يعكس مسعى الاتحاد لإيجاد أجواء تسامح وتعايش وفق رؤية جديدة تقوم على التكاتف والوحدة لمواجهة المخاطر المحدقة بالمنطقة.