القائمة

أرشيف

الأمازيغ يحتفلون بعامهم الجديد..وعصيد: رأس السنة الأمازيغية مطلب شعبي خلافا لرأس السنة الميلادية والهجرية

يحتفل أمازيغ شمال إفريقيا، بما فيهم أمازيغ المغرب يوم 12 يناير برأس السنة الأمازيغية، ويرتبط تاريخ التقويم الأمازيغي برمزيتين، الأولى تتمثل في رأس السنة الفلاحية، فيما تتمثل الرمزية الثانية في تربع القائد الأمازيغي شيشنق الأول على عرش الفراعنة في مصر.

نشر
خلال احتفالات رأس السنة الأمازيغية السنة الماضية
مدة القراءة: 3'

في الوقت الذي يصل فيه التقويم الميلادي إلى 2019، والتقويم الهجري إلى 1440، فإن التقويم الأمازيغي يتجاوزهما معا حيث سيصل يوم غد الخميس إلى 2969.

ويحتفل الأمازيغ في منطقة شمال إفريقيا، برأس السنة الأمازيغية، من خلال إحياء العديد من الأنشطة الثقافية المتعلقة بالتقاليد المميزة للسكان الأمازيغ منها تحضير الأكلات التقليدية فضلا عن إقامة مجموعة من الأنشطة الترفيهية والحفلات الفنية وغيرها من مظاهر الاحتفال.

وفي المغرب تشير الطقوس التي يتم الاحتفال بها، إلى مدى ارتباط الانسان الأمازيغي بأرضه، فبداية العام الأمازيغية أو الفلاحية، تشكل نهاية وخاتمة للمؤونة الماضية وبداية التحضير للمحصول القادم.

وفي تعليق منه على طريقة احتفال المغاربة برأس السنة الأمازيغية قال الناشط الأمازيغي أحمد عصيد في تصريح لموقع يابلادي:

 "رأس السنة الأمازيغية بالطريقة التي يتم الاحتفال بها الآن تجمع بين رمزيتين، رمزية الارتباط بالأرض وبالخيرات الطبيعية وهو ما يسمى برأس السنة الفلاحية، حيث يقوم الأمازيغ بطبخ كل ما تنبته الأرض من حبوب ومن خضار دفعة واحدة في أنواع مختلفة من الأطباق تتنوع من منطقة لأخرى، وهذا ما يرمز إلى احتفالية فلاحية بالأرض، ورمزية تاريخية تتمثل في العراقة التاريخية التي تبدأ منذ 2969 سنة باعتلاء الملك شيشنق عرش الفراعنة المصريين حيث أصبح من أعظم ملوك عصره، والتاريخ يشير إلى أن تلك هي بداية ظهور الأمازيغ على مسرح الأحداث، بشكل قوي، ولهذا اختار الأمازيغ أن يبدؤوا تقويمهم بتلك الفترة التاريخية، فربطوا بين رمزية الأرض والاحتفالية الفلاحية، ورمزية العراقة التاريخية".

وتتمثل احتفالات أمازيغ المغرب بحسب عصيد في اعداد الأكلات والوجبات التقليدية التي يتم الاعتماد في تحضيرها أساسا على دقيق الشعير وكل أنواع الحبوب المنتشرة حسب المناطق، "فتصنع منها إما عصيدة وإما كسكس بكل أنواع الخضر الموجودة والتي تطبخ دفعة واحدة، وفي مناطق أخرى تطبخ كل أنواع الحبوب دفعة واحدة، وهناك طقوس احتفالية من إنشاد وأغاني ورقص جماعي وأناشيد أطفال...".

هذا الاحتفال اتخذ منذ عقود بحسب عصيد طابعا عصريا من "خلال تبنيه من طرف الجمعيات المدنية، حيث أصبحت هذه الجمعيات تنظم لقاءات كبرى في المدن والحواضر للاحتفاء بهذه المناسبة، ثم بعد ذلك دخل المنتخبون المحليون على الخط فأصبحت الجماعات المحلية والبلديات بدورها تساهم في هذا الاحتفال وتموله من ميزانيتها".

ورغم أن المغرب كان سباقا للاعتراف بالأمازيغية كلغة رسمية، مقارنة بباقي دول شمال إفريقيا (دستور 2011) إلا أنه لا يتم الاحتفال برأس السنة الأمازيغية رسميا في البلاد، وهو ما علق عليه عصيد بالقول "رأس السنة الأمازيغية مطلب شعبي، خلافا لرأس السنة الميلادية ورأس السنة الهجرية التي لم تكن أبدا مطلبا شعبيا، وإنما أقرتهما الدولة من تلقاء نفسها، ولهذا على الدولة أن تعترف به كيوم وعيد وطني". وبحسب عصيد فإن هناك مؤشرات تدل على ضرورة التزام الدولة بهذا الاعتراف.

 "المؤشر الأول هو دستور 2011 الذي اعترف بالأمازيغية لغة رسمية، لذا فكل الثقافة المرتبطة بها يجب أن تنتقل إلى المجال المؤسساتي أي إلى المجال الرسمي، المؤشر الثاني هو اعتراف اليونيسكو برأس السنة الأمازيغية إرثا لا ماديا للبشرية، وهذا انجاز مهم جدا يلزم الدولة المغربية بدورها بهذا الاعتراف، ثم هناك مشروع القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، الموجود الآن بالبرلمان والذي لم يناقش لحد الآن، لكنه ينص في بعض فقراته على أن تعمل الدولة على النهوض بكل مكونات الثقافة الأمازيغية وتمظهراتها وهذا يعني أنه مع هذا القانون يجب أن يتم إقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا ويوم عطلة".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال